في السادس والعشرين من شهر كانون الأول, اي في اليوم التالي من عيد ميلاد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع الميسح تحتفل كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية بعيد أخر تطلق علية اسم عيد جامع لوالدة الإله.
تشهد المخطوطات الى ان هذا العيد يعد احد أقدم واول الأعياد المعروفة لوالدة الإله، موضحتة ان تاريخه يعود للقرن الخامس الميلادي.
أما بالنسبة للامور الذي دعت الكنيسة الى هذا فهي التالية: أولاً ان الفائقة القداسة كانت الأداة “الخادمة” التي بها تمم الله قصده اي سر التجسد والفداء. ثانياً هو بمثابة تأكيد وترسيخ على إتمام بشارات انبياء العهد القديم كلها التي تحققت في شخص والدة الاله.
فمنها الكلمة صار جسداً وحّل بيننا ومن لا تسعه السماوات أرتضى أن يتسّع في أحشاء امرأة, بطريقة سرية تفوق العقول, دون ان تعرف رجلاً.
لاجل هذا كرمتها الكنيسة بالكثير من الالقاب المتنوعة ومن بينها: السيدة العذراء, السماء الثانية, الدائمة البتولية, الكلية القداسة, النبع المعطي الحياة, السريعة الاستجابة, فرح المحزونين والممتلئة نعمة كما سماها رئيس الملائكة جبرائيل, ولكن بلا ادنى شك ان الاهم والاعظم بين هذة الألقاب هو والدة الإله.
سائر الاباء القديسين المتوشحيين بالله أكدوا ان العذراء استحقت ان تسمى بهذا الاسم العظيم اي والدة الاله: لأن الطفل المولود منها هو ابن الله الوحيد, المولود من الاب قبل كل الدهور واساس الغلبة على الشر.
بناء عليه فان والدة الاله التي هي عذراء قبل الولادة, في الولادة وبعد الولادة ولدت ابن الله وكلمته الأزلية وليس شخصاً أخر. ايضا شدد معلمو الكنيسة على ان لقب والدة الاله يؤكد على الوهية المسيح.
ولا يخفى ان هذة التفسيرات ماخوذة بدلائل من الانجيل المقدس, فالقديس بطرس الرسول يشهد “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ”. ومن هنا القديس يوحنا الدمشقي (البلبل الغريد) يقول ان: لقب والدة الإله يعبِّرعن كل سر التدبير الإلهي للخلاص.
من الجدير بالذكر ان بعض الجماعات الهرطوقية مثل شهود يهوه, اللوثريين, البروتستانت وغيرهم يعترضون على تلقيب العذراء بلقب والدة الاله.
لكن حسب الكثير من المراجع مثل هذه الهرطقة الفقيرة عن الحقيقة ليس بالجديدة, فمنذ القرون الاولى للمسيحية اثير جدل عقائدي حول قضية ان كانت العذراء قد ولدت انسانا او الهأ ازليا.
زعيم هذه الهرطقة كان نسطوريوس بطريرك القسطنطينية الذي رفض تسمية العذراء بلقب والدة الاله.
دفاعاً عن الايمان المستقيم الرأي من الضروري ان اي تعليمٍ أخر, يتجاهل تعليم الكنيسة نحو والدة الاله (مثل تعليم الجماعات التي وردت سابقاً) هو مرفوض مطلقا ومهرطق لانة بكل بساطه يتناقض مع الادلة الموجودة في تعاليم الكتاب المقدس والمجامع المسكونية التي تحمل كل حقائق الايمان المسيحي الأرثوذكسي.
طبعا ان المسيحيين الحسني العبادة الارثوذكسيين الذين لا يعتبرون انفسهم كالبروتستانت وغيرهم من البدع بل تابعين للتقليد الحقيقي يكرمون منذ القرن الخامس الميلادي حتى يومنا, هذا العيد الجامع لوالدة الإله الفائقة القداسة (الذي نقيم تذكارة اليوم وكل عام) تنفيذاً لاوامر الكنيسة حسب الاصول, اي بذكرها بصلوات خاصة, تماجيد وتسابيح مقدسة.
فبشفاعات والدة الاله يا مخلص خلصنا.