- نبذة عامَّة
من أوّل الشُّهود على قيامة المسيح، من مجدل على الضِّفَّة الغربيَّة من بحر الجليل. ليست هي المرأة الزَّانية. يذكُرُ الإنجيل، فقط، أنَّ يسوع أَخْرَجَ منها سبعة شياطين. شفاها يسوع من أرواح خبيثة وأمراض (لوقا 8: 1-3).
يُعَيَّدُ لها مع النِّسوة حاملات الطِّيب في الأحد الثَّاني من الفصح وفي20 تموّز. رافقَتْ يسوع إلى حيث صُلِبَ (متَّى 27: 55-56). هي شاهِدَة لقيامة المسيح. لقد ذاقت مريم المجدليَّة قوّة القيامة قبل القيامة العامَّة، كما ذاقت معاناة الآلام والصَّلب. اشتهَرَتْ بشجاعتها مع مريم الأخرى. كان لها يسوع بديلاً عن كلِّ مخلوق.
* * *
- الإيوثينا الثَّامِنَة
“أمّا مريمُ فكانَتْ واقفة عند القبر خارجًا تبكي”. وفيما هي تبكي انحنَتْ إلى القبر، فَعَلَتْ كما فَعَلَ يوحنَّا قبلها “انحنى ونظر الأكفان موضوعة” (يو 20: 5).
كانت مريم المجدليَّة وحدها بعد انصراف التِّلميذَين بطرس ويوحنا التِّلميذ الآخَر الَّذي كان يسوع يحبُّه. قالت للملاكَين بثياب بيض: “إنَّهم أَخذوا سيِّدي ولست أعلم أين وضعوه” (يوحنا 20: 13).
“اِنحنَتْ إلى القبر وهي تبكي” (يوحنا 20: 11).
“لست أعلم” تُذَكِّرُنا بحادثة قانا الجليل حيث “رئيس المتَّكأ لم يكن يعلم من أين هي الخمر”.
وكذلك السَّامريَّة، بحسب كلام يسوع، لم تكن تعلم عطيَّة الرَّبّ (يو 4: 10).
تُذَكِّرُنا أيضًا بتلميذَي عمواس حين كان يسوع سائِرًا معهما دون أن يعرفاه (لوقا 24: 16).
الرَّدُّ على هذا السُّؤال يأتي قريبًا جدًّا.
الجواب هو يسوع بالذَّات، “مَنْ تَطْلُبِين”. ظنَّت أوَّلاً أنَّه البستانيُّ، أَتَى أخيرًا الجواب: “مريم”. قالت له: “رابُّوني”، الَّذي تفسيره يا معلِّم، وكأنَّ المجدليَّة تأخذ مكانَنا نحن الَّذين نفتِّشُ عن المسيح شوقًا إليه فيتراءَى لنا في لحظةِ صَحْوَةِ صلاة، في لقاء سرِّيّ، ونقول له: “ربّي وسيّدي!”.
هذا يذكِّرنا بموقفٍ مشابِه، موقف توما عند صراخه: “ربّي وإلهي”.
ربَّما عند هتافها “رابُّوني” ارتَمَتْ مريم المجدلية عند قدمَي يسوع لتقبِّلَهُما كما في الماضي (راجع متى 28: 9)، أو أنَّها أَسْرَعَتْ لتلمسَه. لذلك قال لها يسوع: “لا تلمُسِيني”!. عليكِ أوَّلاً أن تذهبي إلى إخوتي وتقولي لهم إنِّي أَصْعَدُ إلى أبي. أين أنت يا يسوع الآن؟ الآنَ أعلم أين تمكُث. هذا الَّذي سوف يُحَوِّلُ دموعَ مريم إلى فرح ودموعي أيضًا. هناك سنمكث مع أحبَّائنا إن كنَّا جديرين برحمة الله.
فهل نقول معها: “قد رأيتُ الرَّبَّ وبأنَّه قال لي هذا”؟!..
أفــرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
عن “الكرمة”، العدد 20، الأحد 19 أيَّار 2013