السُّلْطَةُ في الكنيسة الأرثوذكسيَّة هي للمجامع المسكونيَّة. قراراتُ هذه المجامع في العقيدة معصومةٌ عن الخطأ في حين أنَّ القوانين الكنسيَّة التأديبيَّة، مثلاً، قابِلَةٌ للتَّعديل.
مقياسُ الحقيقة يعود إلى اتِّفاق الآباء القدّيسين (consensus des saints Pères)، كما يعود، أيضًا، إلى تقبُّل ضمير الكنيسة الجماعيِّ أي المؤمنين، كما هو الحال بالنسبة لعقيدة ألوهيّة المسيح التي دافعت عنها الكنيسة ضدّ الآريوسيّة قديماً وشهود يهوه في الوقت الحاضر. الجدير بالذِّكر أنَّ الآريوسيّة، كما شهود يهوه، يُنْكِرُونَ ألوهيَّة المسيح ويعتَبِرون السَّيِّدَ مخلوقاً لا خالِقاً
لقد شدّد المجمع المسكونيّ الأوّل، المنعقد في نيقية سنة 325، على ألوهيَّة المسيح. فإذا لم يكن السَّيِّدُ إلهًا فلا خلاصَ لنا.
في العصر الحديث، يميل بعض اللاهوتيِّين أكثر فأكثر إلى نظرة إنسانويَّة (humaniste) لشخص يسوع المسيح.
الرَّبُّ يسوع هو إله وابن الله المساوي للآب. هذه هي عطيَّة محبّة الله الكاملة.
“هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).
* * *
من جهة ثانية، لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ الكنيسة الأرثوذكسيَّة تعتمد كما ذكرنا على سلطة المجمع. لذلك، البطريرك للكنيسة المحليَّة وللمسكونة، هو مجرّد الناطق باسم المجمع (Porte Parole) وبقراراته، هو الأوّل بين المتساوين. هذا ما يفرق عن الكنيسة الكاثوليكية اللاتينيَّة الَّتي تعتمد في النِّهاية على سلطة البابا المعتَبَر معصوماً عن الخطأ في ما يختصُّ بالقرارات اللاهوتيَّة.
لذلك، عُرِفَتِ الكنيسةُ الشرقية دائماً بأنها كنيسة “مجمعيَّة” (conciliaire) ، فيما اعتُبِرَت الكنيسة الغربية بأنها كنيسة “هرميَّة” (Pyramidale). كلّ من النظامين له حسناته وصعوباته.
* * *
“أحدُ الآباء القدّيسين” له أهميَّةٌ كبيرة في كنيستنا، أيُّها الأحبَّاء. هذا يعود إلى دور الآباء الَّذين بحياتهم وبكتاباتهم يرشدوننا بإلهام الرُّوح القدس الواحِد، قديماً وحديثاً، إلى جميع الحقّ. كما يساعدوننا ، من خلال مؤلَّفاتهم ،على فهم الكتب المقدّسة فهمًا يدحَضُ أفكار البِدَعِ والهراطقة
أفرام، مطرن طرابلس والكورة وتوابعهم
عن “الكرمة”، العدد 22، الأحد 27 ايار 2012