عندما يقترب المرء من الشيخ، يشعر بما عنده من تواضع عميق جداً، تواضع لم يكن نتيجة جهود التقشف بحد ذاته، وﻻ كان محاولة للظهور بمظهر المتواضع، ولكنه كان تغييراً وتبدلاً في كيانه. لطالما ردد هو نفسه كلمات القديس سلوان الذي قال أيضاً أن التواضع النسكي هو شيء وتواضع المسيح الذي يظهر بتجلي كامل كيان اﻹنسان وتألهه هو شيء آخر. لهذا السبب، ترون الشيخ صوفروني في حالة جيدة، حتّى في لحظات مشاركته بالمزاح ﻷن فكاهته هادفة جداً.
لهذا، عند لقائه، ﻻ يستطيع المرء أن يفهم من الصفات الخارجية واﻷخلاقية أنه قديس. هو شخصياً لم يكن يرتاح للإحساس بأن البعض يقاربونه كقديس. لذا كان يلجأ إلى الفكاهة، ويحكي قصصاً متنوّعة، ويخلق جوّاً لكنك ترى فيه عمقاً. فكاهته لم تكن من النوع الذي يزعجك أو الذي يخلق وضعاً مشوّشاً مبعثراً أو ينهمر كتسلية للفكر. على العكس، حتّى نكاته كانت ذوات عمق عظيم. وبالنهاية، في كل اللحظات التي يكون المرء قريباً من الشيخ، حتّى عندما يهب الله للإنسان أن يمشي مع الشيخ ويتحدّث إليه ويضحك معه، يفهم المرء أن كل هذا ينبع من نفس وقلب رجل قد تجلّى بشكل كامل. لهذا السبب، حتّى نكات الشيخ وفكاهته الرفيعة تلمس اﻹنسان بشكل شخصي.
الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس