عاش القديس إلفثريوس (يشتق اسمه من الكلمة اليونانية إلفثريا التي تعني الحرية) في القرن الثاني لما كانت موجات اضطهاد المسيحيين في أوجها. وُلد في روما. والده موظف كبير في خدمة قيصر ووالدته مسيحية تقية. كان إلفثِريوس متفوّقا لامعا في الدراسة والتقوى. أخذته أُمه إلى أسقف روما أنيقيطس الحمصي (١٥٠-١٦١) الذي أخذه على عاتقه. تدرّج بسرعة في العلم والكهنوت وصار شماسا وكاهنا ثم أُسقفا على إلّيريا (على شاطئ بحر الأدرياتيك، ألبانيا وكرواتيا الحالية) وهو في سن مبكرة. هناك حقق في مجال نشر الكلمة بين الوثنيين نجاحًا كبيرًا. لما بلغ خبر نجاحه أذني القيصر الذي كان قلقًا بسبب تزايد المسيحيين، أوفد قائدًا اسمه فيليكس ليُلقي القبض على القديس. تسلل فيلكس إلى المخبأ الذي كان القديس يقيم فيه الصلاة ووقف يسمع. اقتنع من كلام القديس في العظة وتقدم منه طالبا ان يصير مسيحيا. لم يشأ القديس ان يعودفيليكس إلى القيصر فارغًا فالتمس العودة معه. ولما وقف أمام القيصر اعترف بالرب يسوع إلهًا حقيقيا فأُحيل إلى التعذيب. عانى القديس أشد أنواع التعذيب بثقة وجرأة، وآمن اثنان من الجنود بالمسيح بفضله، إلى أن قطع الجلادون رأسه بالسيف. تعيّد له الكنيسة اليوم في الخامس عشر من كانون الأول.