...

من تعليمنا الأرثوذكسي المعمودية والقيامة

التلميذ: أوّد أن أسألك سؤالا يُراودني منذ فترة، وأعتذر إن كان سؤالا طويلا: مضى ألفا عام على صلب يسوع وقيامته. فكيف نحن اليوم معنيّون بهذا الحدث؟ كيف يصبح “غفران الخطايا” للذين مات يسوع على الصليب من أجلهم، غفران خطايانا اليوم؟ كيف يُحررنا انتصار يسوع المسيح على الموت، من الموت؟ كيف يمكن لكلّ ما فعله الرب يسوع للبشر “الذين أَحبّهم حبّا شديدًا”، أن يُفيد البشر في عصرنا؟

المرشد: أُعطي لنا الجواب في دستور الإيمان عبر جملة صغيرة: “أَعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا”. انها المعمودية التي تجعل موت المسيح وقيامته حاضرين وراهنين. ونحن المعمّدين نتّحد بموته لنشاركه قيامته كما نقرأ في خدمة المعمودية من رسالة بولس الرسول الى أهل رومية (٦: ٣-٥) “أَم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدُفنّا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلُك نحن ايضًا في جدّة الحياة، لأنه إن كُنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير ايضًا بقيامته”. المعمودية تجعلنا من “النبتة نفسها” مع المسيح القائم من الموت.

التلميذ: كيف نصبح من النبتة نفسها مع المسيح؟

المرشد: إليك مثالاً من الطبيعة: عندما تزرع شجرة جديدة، تكون صغيرة وضعيفة، فيُطعّمها المزارع بطعم من نبتة قويّة تُسمّى حاملة الطعم فيمرّ النسغ من حامل الطعم الى النبتة الصغيرة الغضّة. المعمودية تعمل على هذا الشكل: يحلّ الروح القدس على المعمود ويحيا فيه ويغذّيه من حياة المسيح القائم من الموت. هكذا يعمل الروح القدس في الكنيسة بالأسرار ويستمرّ عمله بالرغم من مرور السنين لأن المسيحيين المعمّدين يَحيون منه ويُحيُون العالم به.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي المعمودية والقيامة