كيف ندعو هذا السرّ الذي تمّ فيك؟ أهو موت؟ ولكن إذا ما كانت نفسُك الفائقة القداسة والطوبى قد انفصلت عن جسدك البريء من العيب، وإذا ما أُسلم هذا الجسد الى القبر، بحسب النــاموس المشترك، فهو مع ذلك لن يُقيم في الموت ولم يحلّه الفساد. ومَن بقيت بتوليّتُها سليمة في الولادة حُفظ جسدها بدون انحلال عند انطلاقها من هذه الحياة، ووُضع في مسكـن أفضل وأكثر تألّهًا، منجّى من الموت، فيقدر على البقاء الى الدهور التي لا نهاية لها… لستِ كإيليا فحسب ترتفعين نحو السماء، ولم تُختطـفـي مثـل بولس الى السماء الثـالثـة، لكنّك تقدمت نحو العرش الإلهي الذي لابنك نفسه، بالنظر المباشر الفرح وبثقة لا يُنطق بها، ووقفت بالقرب منه… أنت التي ألَّقت الموت، وبدّدت كآبته، وأظهرت الفرح الذي فيه.