التلميذ: شرح لنا الاستاذ في صف التعليم المسيحي أن الصلاة هي أن نتكلم مع الله، أن نتحدث معه في قلبنا سرّيا لنطلب ونتوسل ونسأل مغفرة خطايانا ونشكر الله. هذه هي “الصلاة الفردية” التي تُقوّي علاقتنا مع الله. اما الصلاة الجماعية فتُوثّق علاقتنا بالله وبالجماعة الكنسية. ما رأيك؟
المرشد: إني أُفضّل أن أقول “الصلاة الشخصية” بدلا من “الصلاة الفردية”. صلاتك وحدك الى الله، وإن كانت شخصية، فهي ليست فردية ولا تفصلك عن الجماعة. قال احد اللاهوتيين الأرثوذكسيين من القرن العشرين: ليس أحدٌ مسيحيّا بذاته (او بمفرده). انه مسيحيّ لأنه عضو في جسد المسيح. حتى لو صلّى وحده في غرفته فهو يصلّي كعضو في الكنيسة التي افتداها المسيح. نشكّل كلنا جسدًا واحدًا، ولكننا لا نذوب في هذا الجسد، بل يبقى لكل منا وجوده الشخصي. كل آباء الكنيسة علّموا أن الصلاة علاقة شخصية مع الله إن كنا نصلّي وحدنا او في الكنيسة مع بقية المؤمنين.
التلميذ: يسوع صلّى وعلّمنا أن نصلّي.
المرشد: نعم أنت تعرف أنه علّمنا صلاة “أبانا” وقد تكلّمنا عنها كثيرا في رعيّتي. وعلّمنا كيف نصلّي. إنجيل اليوم مثال على ذلك فهو يعلّمنا أن الصلاة ليست مجرد كلمات وتطبيق قواعد. الصلاة الحقيقية يرافقها سلوك حسب تعليم يسوع المسيح في التواضع والتوبة. وقد أوصى الرسول بولس في رسالته الاولى الى أهل تسالونيكي (5: 17) أنْ صلـّوا بلا انقطـاع. وفي رسـالـة أخرى: “فاطلب أول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكّرات لأجل جميع الناس… لأن هذا حسنٌ ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلُصون والى معرفة الحق يُقبلون” (1 تيموثاوس 2: 1- 3). يبقى أن نتعلم كيف نصلّي، وهذا موضوع آخر.