تنطوي السنة ولا تنطوي الآمال، ويمدّك الله بالخيرات ويعطيك من رضاه وخيراته ما لا تستحقّ، وتمشي مع الربّ ويمشي معك يومًا فيومًا. ويمدّك الله إليه فتحيا وتجيء من نعمته فتتقدّس وتبقى.
أنت معطى من فوق لا تنس؟ وإذا عرفتَ ذلك ستمشي أمامه. وإذا مشيتَ أمامه لا تتعثّر فتجرح على الطريق ولكن تقوم لأنّ الربّ يريدك معه إلى نهاية الطريق. واعلم أنّه هو الطريق ونهاية الطريق إلى أن تزول الصدمات كلّها أمامك. ولا تنس هدف سيرك، أي الله نفسه إذ ليس قبله شيء ولا بعده شيء. وإذا جرحتَ في السير فهو يضمّد الجراح حتّى تتحمّل كلّ شيء.
قل يا ربّ نجني من الظلمة في مسيرتي حتّى لا أعثر فأسقط. واعلم بسبب الضعفات أنّه يقيك شرّ ما في الطريق ويأخذك في الهداية. لا شيء في الطريق إلاّ الله فلا تخف والصدّيقون في السماء وعلى الأرض معك حتّى تبلغ الهدى.
لا تتحسّر على شيء في المسيرة لأنّ هاديك معك ويقيك كلّ العثرات. لا تخف لأنّ شيئًا لا يمنعك من رؤية الربّ. أنت لستَ سائرًا وحدك في الطريق. وغاية الطريق هي هو. أنت إذًا سالك في الرجاء ومن سلكَ في الرجاء يسلك في الإيمان وهو تاليًا على الرضاء إلى أن يحفظنا الله هو الرضاء.
ونحن المؤمنين نمشي الطريق معًا فلا تخف ضعفك، لأنّ الإخوة يحفظونك من كلّ شرّ بالدعاء والمثل الصالح. كن مع الإخوة الصالحين الذين لا يقعون في عثرة، إنّما ينهضون خطوة خطوة في الطريق.
كن مع الله ليبقى معك. هو دائمًا يمدّ يمينه إليك فلا تخف. وإذا كان الربّ حقًّا هدفك لا تسقط في الطريق. دع نفسك مجموعة إلى ربّها لئلاّ تخور قواك. وإذا كان الربّ فيك حقًّا لا تخور قواك.
ابتغ وجهه فوجهه هو المنتهى. ليس لك هدف آخر ولا تنتهي إلى شيء آخر. وكما بدأت سيرك إلى الله تنهي سيرك به، إذ ليس من آخر. إن أحببتَه يحبّك بالمحبّة الأولى التي وعد بها أحبّاءه. لا تسعَ إلى الأوهام، إلى أشياء غير موجودة أو غير فاعلة. اسعَ إليه وحده تجده في كلّ لحظة، في كلّ خلجات محبّتك.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: ٢تيموثاوس ٤: ٥-٨
يا ولدي تيموثاوس تيقّظ في كلّ شيء واحتمل المشقّات، واعمل عمل المبشّر وأوفِ خدمتك. أمّا أنا فقد أُريق السكيبُ عليّ ووقت انحلالي قد اقترب. وقد جاهدتُ الجهاد الحسن وأتممتُ شوطي وحفظتُ الايمان. وإنّما يبقى محفوظًا لي إكليل العدل الذي يُجزيني به في ذلك اليوم الربُّ الديّان العادل، لا إيّاي فقط بل جميع الذين يحبّون ظهوره أيضًا.
الإنجيل: مرقس ١: ١-٨
بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله، كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنذا مرسِلٌ ملاكي أمام وجهك يُهيّئ طريقك قدّامك، صوت صارخ في البرّيّة أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سبله قويمة. كان يوحنّا يعمّد في
البرّيّة ويكرز بمعموديّة التوبة لغفران الخطايا. وكان يخرج إليه جميع أهل بلد اليهوديّة وأورشليم فيعتمدون جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنّا يلبس وَبَرَ الإبلِ وعلى حقويه منطقة من جلدٍ ويأكل جرادًا وعسلاً برّيًّا. وكان يكرز قائلاً: إنّه يأتي بعدي من هو أقوى منّي وأنا لا أستحقّ أن أنحني وأحلّ سَير حذائه. أنا عمّدتكم بالماء وأمّا هو فيعمّدكم بالروح القدس.