أشكرك لأنّك وحدتَ نفسك بي من غير أن تتغيّر في جوهرك أنت الإله الذي يفوق الكلّ. أشكرك لأنّك أصبحتَ كلّ شيء بالنسبة إليّ: غذاء وتسبيحًا ينبع من ينبوع قلبي الذي يمتلئ بك. أشكرك لأنّك ألبستني وشاحًا من نورك تطرد به الظلمات من نفسي. أشكرك من أجل دموعي التي بها أعتمد كلّ يوم من جديد. أشكرك لأنّك صرتَ فيّ نورًا لا يغيب وشمسًا لا تتوارى.
أنتَ الذي تملأ الكون بمجدك ولا تخفي نفسك عن أحد.
لا، أنتَ لم تخفِ نفسك عنّا بل نحن الذين اختبأنا من نورك إذ رفضنا أن نذهب إليك.
تعال اليوم سيّدي وانصب خيمتك في داخلي.
تعال واسكن فيّ وامكث معي وطهّرني من كلّ دنس وخلّص أيّها الصالح نفسي لكي أحيا بك إلى الأبد.
أمكث معي سيّدي حتّى إذا ما أقبلَ أعدائي يطلبون هلاك نفسي يجدونك أنتَ في داخلي فيرتدّون خائفين ويتقهقرون منهزمين.
أبقني سيّدي أبدًا في حضرتك حتّى أعاين بهاء وجهك واحفظني أبدًا ثابتًا مستقيمًا فيك.
بك سيّدي لي الحياة أنا المائت. بك أنتَ أصبحتُ أنا الفقير البائس أملك كلّ شيء.
أعطني أن أتناول جسدك ودمك الطاهرين كيما أتوشّح بك وأسير من مجد إلى مجد.
لأنّ لك وحدك أيّها الثالوث القدّوس كلّ مجد وإكرام وسجود، أنتَ الآب والابن والروح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين آمين.