التلميذ: أرى المرتّلين يستخدمون الكثير من الكتب في الخدمة. لماذا لا تكون الصلاة في كتابٍ واحد؟
المرشد: لأنّ الخدمة تتغيّر بحسب نهار الأسبوع، وبحسب أعياد القدّيسين الذين نعيّد لهم في هذا النهار، وأيضًا بحسب الفترة الليتورجيّة التي نكون فيها. وهذا ما يُسمّى بالدورة الليتورجيّة السنويّة التي تبدأ كما قلت لك سابقًا، في الأوّل من أيلول من كلّ سنة. هناك كتاب اسمه «تيبيكون»، والذي يعني النموذج، يحدّد ترتيب الصلوات بحسب وقوعها، ويساعد المرتّلين على فتح الكتب بطريقة صحيحة. العبادة المسيحيّة تنقل لنا المسيح عبر الكلمات المقروءة والمرتّلة. نتعلّم عن إيماننا عبر هذه الكتب، وندخل في معنى كلّ عيد، ونتمثّل بالقدّيسين.
التلميذ: هل يمكنك إعطائي لمحة عن هذه الكتب؟
المرشد: سأعدّدها لك باختصار ويمكننا الكلام على كلّ كتاب وحده لاحقًا. لدينا كتاب السواعي الكبير الذي يحتوي على الصلوات الثابتة التي لا تتغيّر، وأعياد القدّيسين مع طروباريّاتهم، والطروباريّات كلّها، فضلًا عن قوانين مثلًا لوالدة الإله وللصليب. ثمّ لدينا أربعة أنواع كتب فيها قطع الغروب والسحر: كتاب المعزّي ينظّمها بحسب الألحان الثمانية؛ وكتاب الميناون بحسب أعياد القدّيسين والأعياد الثابتة؛ وكتاب التريودي نستخدمه في فترة التريودي، أي في الآحاد الأربعة التي تسبق الصوم الكبير، وفترة الصوم، وفترة الأسبوع العظيم؛ وأخيرًا كتاب البندكستاري نستخدمه من أحد الفصح إلى أحد جميع القدّيسين (أي الأحد الأوّل بعد العنصرة).
وهناك كتب أخرى مثل الإفخولوجي، وقنداق الكاهن، وكتب المزامير والأناجيل والرسائل…
التلميذ: أحبّ أن أعرف أكثر عن ترتيب الصلوات، ولكن ما أهمّيّة هذه الدورة الليتورجيّة اليوميّة والسنويّة؟
المرشد: نحن البشر مخلوقات ليتورجيّة، نعبّر عن إيماننا بالله بالتسبيح والتمجيد والصلاة. ليست الخدم والصلوات مجرّد مناسبات. نحن نقضي ما استطعنا من الوقت في الكنيسة لكي نصير قادرين على العيش خارج الكنيسة حياة إلهيّة إنسانيّة، أقرب ما يمكن إلى جوّ القدّاس الإلهيّ. إذًا، أهمّيّة الدورة الليتورجيّة هي عندما تتغلغل إلى حياتنا اليوميّة فنحيا على صورة الله.
Raiati Archives