إذا تساءل المسيحيّ لماذا اختار المسيح أن يموت على الصليب بدلاً من أيّ نوع آخر من أنواع الموت؟ فليعرف المسيحيّ أنّ المسيح أتى ليحمل عنّا اللعنة التي تثقل كاهلنا، ولذلك كان عليه أن يتحمّل موت الملعونين ليكفّر عن آثامنا. وموت الملعونين هو موت الصليب، فإنّه مكتوب: ملعون من يموت على الخشبة. ثمّ إنّ موت السيّد هو فداؤنا، وهو هدم السور الفاصل بين الله وبيننا، وهو دعوة الوثنيّين إلى الخلاص.
وكيف يمكن للسيّد أن يدعونا إن لم يمت على الصليب؟ فعلى الصليب وحده يموت الإنسان ويداه ممدودتان مفتوحتان، ولذلك كان من اللائق أن يموت السيّد هذا النوع من الموت حتّى يفتح لنا ذراعيه. فبذراع جذب إليه الشعب اليهوديّ، وبالذراع الأخرى جذب إليه سائر الشعوب ووحّدهم كلّهم فيه. وقد قال السيّد عندما عبّر عن أيّة ميتة سيموتها ليخلّص جميع البشر: «وأنا متى ارتفعت عن الأرض اجتذبت إليّ الجميع» (يوحنّا