لا شيء أكثر برودة من مسيحيّ لا يسعى لخلاص الآخرين. لا تعتذر بفقرك، انظر التي أَعطت الفلسَين. كل واحدا يكون مفيدًا لقريبه إذا قام بدوره. انظر إلى الأشجار التي لا تُعطي ثمرًا، كم هي جميلة وقوية وممشوقة، لكننا نفضّل طبعًا أشجار الرمّان والزيتون المملوءة ثمارًا. الأولى جميلة لكن لا نفع منها، هكذا الذين لا يبغون سوى منفعتهم… كالذي طمر الوزنة (متى ٢٥: ١٨)، حياته بلا لوم، لكنها لا تنفع الآخرين بشيء. كيف يكون إنسانٌ كهذا مسيحيّا؟ قل لي، إذا كانت الخميرة التي توضع في العجين لا تُخمّر العجين كلّه (١كورنثوس ٥: ٦)، فهل هي خميرة؟ إذا كانت رائحة العطر الطيبة لا تفوح على كل من يقترب منه، فهل هو عطر؟
لا تقل لي: لا أَستطيع ان أَجلب الآخرين، لأنك إن كنتَ مسيحيًّا، فمستحيل ألا تجلبهم، لأن من طبيعة المسيحيّ أن يَشعّ. لا تُجدّف على الله. إن قلتَ ان الشمس لا تشعّ، فأنت تجدّف على الله. وإن قلتَ ان لا نفعَ من المسيحيّ، فأنت تجدّف على الله وتنعته بالكذب. لأنه من الأسهل ألاّ تُنير الشمسُ ولا تدفئ من أن لا يشعّ المسيحيّ.