التلميذ: عندي سؤال. كل مرة أصلّي فيها «أبانا الذي في السموات»، يصعب عليّ فهم «اترك لنا ما علينا».
المرشد: «ما علينا» أي ما نحن مسؤولون عنه، وهذه تعطي فكرة الدَّين. تكلّم يسوع كثيرًا عن الدَّين. ألا تذكُر مَثَل الذي لم يسامح رفيقه على دَين بسيط بعدما سامحه الملك على دَين كبير (متى ١٨: ٢٣-٣٥). روى يسوع هذا المثل بعد أن سأله بطرس: «كم مرّة يخطئ اليّ أخي وأنا أغفر له؟ سبع مرات؟». وأجاب يسوع: سبعين مرة سبع مرات.
التلميذ: اعرف هذا المثل. ولكن ما علاقته بصلاة أبانا؟
المرشد: العلاقة هي الدَين. علينا دَين إزاء الله، والله وحده هو من يغفر لنا أي يُبرّئنا من الدَين. ليست جهود الانسان وأعماله الصالحة كافية بذاتها لتعويض الدَين. عليه ان ينال المغفرة من الله. وقد علّمَنا يسوع أن الآب السماويّ -الذي ندعوه أبانا- إله رحمة أحبَّ العالم ولا يريد موت الخاطئ بل يريده ان يرتدّ ويحيا.
التلميذ: فهمت. لذلك نصلّي أن يترك لنا ما علينا.
المرشد: صح. هذا جزء من الصلاة لأن شرط تبرئة الله لنا هو أن نترك نحن لمن لنا عليه. ويسوع جعل تلاميذه يتدرّبون على غفران الخطايا الصعب وعلى محبة الأعداء. غفران الخطايا هو المعيار للمحبة الحقيقية. هو علامة مجيء الروح فينا. ألم يغفر يسوع للذين عذّبوه وأوصانا أن «كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم» (لوقا ٦: ٣٦). إذًا لا يمكنك أن تصلّي «واترُك لنا ما علينا» بدون ان تقول «كما نتركُ نحن لمن لنا عليه».