التلميذ: من هو القدّيس الذي نعيّد له اليوم؟
المرشد: إنّه القدّيس إسبيريدون ولد وعاش في جزيرة قبرص. تزوّج ورزق بابنة سمّاها إيريني. احترف رعاية الأغنام وكان على جانب كبير من البساطة ونقاوة القلب. وإذ كان محبًّا لله، نما في حياة الفضيلة، محبةً للقريب ووداعةً وخفرًا وإحسانًا واستضافةً للغرباء.
التلميذ: كيف أصبح أسقفًا؟
المرشد: ذاع اسم القدّيس إسبيريدون في قبرص. فلمّا رقد أسقف تريميثوس، المدينة الصغيرة القريبة من السلاميّة، عند شاطئ البحر، وقع اختيار المؤمنين بالإجماع عليه رغم أنّ ثقافته بالكتب كانت متواضعة. ولم تغيّر الأسقفيّة من طريقة عيش القدّيس شيئًا لأنّه استمرّ راعيًّا للأغنام، فقير اللباس، لا يمتطي دابّة بل يسير على قدميه، ويعمل في الفلاحة. لكنّه، منذ أن تسقّف، التزم مهامّه الرعائيّة بجدّ كبير ومواظبة وإخلاص.
التلميذ: ما هي أبرز مراحل حياته؟
المرشد: قيل إنّه اشترك في المجمع المسكونيّ الأوّل الذي انعقد في مدينة نيقية، السنة ٣٢٥م، بناء على دعوة قسطنطين الملك. فلمّا حضر كان بهيئة راعي غنم وله صوف الخروف على كتفه، بعين واحدة ويده اليسرى ملتوية بسبب الاضطهاد الذي لحق به، ولحيته بيضاء ووجهه مضيء وقوامه قوام رجل صلب على بساطة أخّاذة، فلم يكن من الإمبراطور والموجودين إلّا أن وقفوا له إجلالاً بصورة عفويّة.
وقيل أيضًا إنّه أفحم أحد الآريوسيّين البارزين لمّا أثبت له، بالبرهان الحسّيّ، كيف يمكن لله أن يكون واحدًا في ثلاثة أقانيم. ذُكر أنّ القدّيس أخذ قطعة فخّار بيساره وعمل إشارة الصليب بيمينه قائلًا: «باسم الآب»، فخرجت للحال من الفخّار، من فوق، نار. و«الابن»، فخرجت من الفخّار، من تحت، مياه. و«الروح القدس»، فاتحًا يده، فبان الفخّار بعد فخّارًا من تراب. تنسب إليه عجائب كثيرة قيل إنّه اجترحها واستأهل بسببها لقب «العجائبيّ».
Raiati Archives