التلميذ: نلاحظ أنّ الحياة اختلفت عمّا مضى، والتربية أصبحت صعبة. كيف نوجّه أولادنا؟
المرشد: أهمّ ما علينا أن نركّز عليه في تربيتنا لهم هو أن يكوّنوا علاقةً فعليّةً مع الله. هذا سيحصّنهم أمام التجارب التي قد تواجههم.
التلميذ: متى تبدأ هذه التربية؟ أيفهمون ذلك وهم صغار؟
المرشد: بالطبع. أتذكّر هنا ما يقوله القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في تربية الأولاد. إنّه يحثّ الأهل على البدء بتربية أولادهم منذ سنٍّ صغيرة لأنّ النفس تكون طريّةً تنطبع بالمبادئ الحسنة. ومتى كبُرَت لن يستطيع أحدٌ أن يمحو هذه المبادئ. يطلب من الأهل أن يراقبوا ولدهم كلّ يومٍ ليقتلعوا أيّ عيبٍ يجدونه فيه. يريد من المسيحيّين أن يربّوا مجاهدين لأجل المسيح.
التلميذ: يبدو ذلك صعبَ التحقيق في أيّامنا…
المرشد: المسيحيّ يسبح عكس التيّار. إذا كان همّنا الوحيد هو تأمين ضروريّات العيش ومتطلّبات أولادنا، فإنّنا سنشتكي بعد سنواتٍ من سلوكهم السيّئ. فلنزرع فيهم الفضائل، ونربّهم على الاعتدال، ونعلّمهم أن يواظبوا على الصلوات ويطبعوا أعمالهم بإشارة الصليب. فلنخبرهم منذ طفوليّتهم عن الربّ يسوع ونقودهم إليه، هو القائل: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ» (لوقا ١٨: ١٦). ولنحكِ لهم قصص القدّيسين لكي يتمثّلوا بهم.
التلميذ: هل من أمورٍ عمليّةٍ أخرى يستطيع الأهل القيام بها؟
المرشد: هناك بعض الأفعال البسيطة التي يمكن للأهل القيام بها مع أولادهم مثل التبخير والترتيل والصلاة قبل الأكل وبعده. والأجمل هو أن تصلّي العائلة معًا. للصلاة فائدةٌ كبيرةٌ بشكلٍ عامّ، تخلق سلامًا وتناغمًا في العائلة. وصلاة الوالدين تؤثّر كثيرًا في أولادهم. إن واجهت الأمّ مشكلةً مع ابنها، فلتهمس في أذن الله وتطلب مساعدته. لا ينتفع الأولاد من الكلام المستمرّ، فكما يقول القدّيس بورفيريوس الرائي: كلامٌ قليلٌ وصلاةٌ كثيرة…
Raiati Archives