التلميذ: لماذا يبارك الكاهن القربان في بعض صلوات الغروب، وليس في كلّ صلاة غروب؟
المرشد: هذا القربان يُدعى الخبزات الخمس. يباركها الكاهن في صلاة الغروب في الأعياد السيّدية والوالدية، وفي أعياد بعض القدّيسين (مثلاً شفيع الكنيسة أو البلدة، أو قدّيسين يجلّهم الشعب المؤمن). جرت العادة أن تقدّم بعض العائلات هذا القربان في عيدٍ تختاره، وتكون قد حضّرته في منزلها لمشاركته مع المؤمنين.
التلميذ: إلى ما ترمز هذه الخبزات؟
المرشد: إنّها تذكّرنا بمعجزة الربّ يسوع حيث كثّر الخبزات الخمس والسمكتين وأشبع الخمسة آلاف. هذه الأعجوبة هي صورة عن الإفخارستيا حيث الخبز هو المسيح الذي يقدّم ذاته لنا: «أنا هو خبز الحياة. من يُقبل إليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (يوحنا ٦: ٣٥).
وقد أوصانا الربّ يسوع أن نطلب هذا الخبز السماويّ بدلاً من الخبز الأرضيّ: «أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان» (يوحنا ٦: ٢٦-٢٧). وعلّمنا ذلك أيضًا في الصلاة الربيّة: «خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم» (متى ٦: ١١).
التلميذ: ماذا عن القمح والخمر والزيت التي نراها على الطاولة إلى جانب الخبزات؟
المرشد: إنّها تمثّل ما نقدّمه إلى الله من ثمار الأرض. وإذ إنّها العناصر الأساسيّة في غذائنا، فنحن نصلّي إلى الله لكي يكثّرها.
التلميذ: يقول البعض بعد حضورهم هذه الخدمة إنّهم كانوا في القدّاس.
المرشد: قد يظنّون ذلك بسبب توزيع القربان عليهم كبرَكةٍ في نهاية الخدمة. على أيّة حال، نحن نسمع الكثيرين يقولون إنّهم ذاهبون إلى القدّاس كلّما أرادوا الذهاب إلى الكنيسة. القدّاس هو سرّ الشكر الإلهيّ حيث يتحوّل الخبز والخمر إلى جسد الربّ ودمه، ونشترك فيه نحن المؤمنين. أمّا الصلوات الجماعيّة الأخرى التي نشارك بها في الكنيسة، فقد تكون صلاة غروب أو نوم أو مديح أو براكليسي… ولا ندعوها قدّاسًا.
Raiati Archives