التلميذ: أين الربّ من كلّ ما يحصل؟ هل هو يجازينا على حسب أعمالنا؟
المرشد: الله لا يعمل شرًّا، هو دائمًا يعمل الخير. مثلما صنع معنا خيرًا في القديم، ما زال يصنعه وسيصنعه في المستقبل. وهذا الخير لا يعتمد على مدى برّنا، فالله يفعل ذلك لأنّه صالح. ونحن أولاده نقبل كلّ ما يعطينا كخير، ولو ظهر لنا الأمر متعِبًا. فعندما يذهب مريضٌ إلى الطبيب، يأخذ الدواء الذي يصفه له هذا الأخير، أكان حلو المذاق أم مرّه، ويثق بأنّه سيشفيه. هو يثق بالطبيب ويقول في نفسه لا بدّ من أن يكون علاجه خيرًا، بحسب قول بولس الرسول: «كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله» (رومية ٨: ٢٨).
التلميذ: إنّي عاجزٌ عن الصلاة. كيف أصلّي في هذا الوضع المُقلق والموتّر؟
المرشد: إبدأ صلاتك بالشكر. فالشكران يساعدنا على تذكّر إحسانات الله. وبذلك نرجع إلى ذواتنا الصغيرة، ونرى أنّنا لا نستحقّ محبّة الله وعطاياه. تذكّر يد الله في زوايا حياتك، فينشأ الشكر داخل قلبك ويُبعدك عن التذمّر والتضجّر. كلّ واحدٍ منّا اختبر قرب الله في حياته، وذاق محبّته. إرجع إلى تلك اللحظات التي شعرتَ بها. يقول النبيّ داود: «أمّا الذين يبتغون الربّ فلا يعوزهم أيّ خير» (مزمور ٣٣: ١٠).
Raiati Archives