(…) عندما نعلن إيماننا بالمسيح الظافر الصاعد الجالس عن يمين الآب، فإنّنا نقول بذلك «إنّنا مَفديّون وإنّنا محبوبون». المسيحيّون يعلمون أنّ الناس كلّهم محبوبون، هذا هو السرّ الذي ننفرد به نحن أو الذي شدّدْنا عليه مثلما لم يُشدّد آخر، الناس يعلمون أنّ لهم ربًّا هناك فوق النجوم، وأمّا نحن فنعلم أنّ ربّنا هنا الآن معنا وفي وجودنا ونعلم أنّنا ذاهبون إليه، وتاليًا نعلم أنّنا ملتصقون به ولهذا عندما قام هؤلاء الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر. عندما قام هؤلاء الآباء وناضلوا وناضل غيرهم مدّة قرن من الزمن حتّى ينتصر الإيمان الأرثوذكسيّ على البدع، كانوا يناضلون حتّى يعلنوا أنّ الله قريب وأنّ الله يفدي وأنّ هذا الذي عُلَّق على الخشبة فإنّما هو الربّ، لأنّ المسيح إنْ لم يكن إلهًا فنحن غير مفديّون ولم يمت أحد من أجلنا، ونحن ما نزال في عزلتنا وما نزال في حزننا. القضيّة ليست أنّ دينًا يقول هذا ودينًا يقول شيئًا آخر- القضية ليست خلافًا حول آراء. القضيّة أعمق من هذا بكثير، القضيّة أن تعرف أنّك محبوب وأنّك مخلَّص أو أنّك غير محبوب وغير مُخلَّص.
هل أنت حاصل الآن على النعمة وعلى العطاء وعلى الألوهيّة في نفسك، وعلى الانتعاش في روحك وعلى النور في عينيك؟ هل أنت جليس الله ومعادل لله، أم لا؟ نحن نؤمن بأنّنا عُشراء الله لأنّ واحدًا منّا جلس عن يمين الآب، فإذًا نحن جميعًا مخطوفون في مواكب الربّ.
Raiati Archives