التلميذ: سمعنا الكاهن يطلب من المقبلين على الزواج في قاعة الرعيّة أن يتسجّلوا في مركز القدّيس نيقولاوس، ما الهدف من ذلك؟
المرشد: نعم، الكنيسة وهي أمّنا جميعًا ترافق المقبلين على هذا السرّ المقدّس عبر خطوات عدّة، عبر وعي رعاتها أهمّيّة الحفاظ على قدسيّة الزواج ومفاعيله في حياة الأزواج الذين يشكّلون كما قلنا الأسبوع الماضي، الكنيسة الصغيرة. وفي هذه الأبرشيّة مركز باسم القدّيس نيقولاوس أنشئ خصّيصًا لإعداد الخطيبَين روحيًّا عبر محاضرات تتناول الأبعاد النفسيّة، العاطفيّة، الجنسيّة والاجتماعيّة للحياة الزوجيّة، الحوار الفعّال، لاهوت الزواج وخبرات رعائيّة من كهنة عدّة تمرّسوا ودرسوا مجمل جوانب الزواج، ليرافقوا المقبلين عليه وتعميق ثقافتهم الروحيّة لعيش هذا السرّ قلبيًّا وليس شكليًّا، لأنّ الزواج عهد حبّ وبذل وعطاء، وليس عقدًا على ورق فقط.
التلميذ: كلّ المقبلين على الزواج ولو كانوا مثقّفين كنسيًّا عليهم حضور الدورات؟
المرشد: هذه الدورات تعطى في كنائس عدّة لتغطّي انتشار هذه الأبرشيّة، وينطلق المركز من هذه الآية في سفر الأمثال «بالحكمة يُبنى البيت وبالفهم يثبت». انطلاقًا من حرص الأبرشيّة والمركز على تأسيس عائلة مسيحيّة تصمُد وتثبُت إزاء الصعاب تأتي إلزاميّة حضور هذه الدورات، فالكنيسة تجمع كلّ الأبناء، من هنا وجوب الحضور. الإعداد الزوجيّ حاجة للكلّ نظرًا إلى الموادّ المعطاة واستنادها إلى الكتاب المقدّس وتعاليم الآباء وخبرات رعويّة متنوّعة. الكنيسة حاضنة بالصلاة العروسين والمدعوّين إلى العرس وفي الإعداد السابق للزواج.
التلميذ: أتكتفي الكنيسة بالإعداد الذي يسبق العرس فقط أو هنالك متابعة بعد إتمام السرّ؟
المرشد: أهمّ ما في السرّ، وحدة القلب والفكر، وتأتي من الله الواحد، فالزواج يدوم بالمسيح، الكنيسة وخدّامها يرافقون روحيًّا المتزوّجين عبر مشاركتهم في حياة الكنيسة وبخاصّة سرّ الإفخارستيّا والاستفقاد الدائم. أجمل ما يربط الكنيسة وسيّدها وكلّ العالم هي المحبّة التي لا تسقط أبدًا وترافق الجميع أينما وجدوا بنعمة ربّنا يسوع المسيح.
Raiati Archives