المرشد: بعد أحد الفصح، خمسة آحاد تتعاقب بمعانيها الأخّاذة: «أحد توما الرسول» (يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١)، «أحد حاملات الطيب» (مرقس ١٥: ٤٣-١٦: ٨)، «أحد المخلّع» (يوحنّا ٥: ١-١٥)، «أحد السامريّة» (يوحنّا ٤: ٥-٤٢)، و«أحد الأعمى» (يوحنّا ٩: ١-٣٨).
التلميذ: دائمًا يستوقفني إنجيل اليوم، ماذا يعني قول الملاك للنسوة: «اذهبْنَ وقلْنَ لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم»؟
المرشد: المعنى العامّ أنّ السيّد وعد تلاميذه بأنّه سيلاقيهم، بعد قيامته، في الجليل (مرقس ١٤: ٢٨). ومن هذا المعنى أنّ وعده بقيامته صادق، وقد تحقّق، وأنّ السيّد التقى بتلاميذه، أوّل مرّة، في جليل الأمم. من هناك اختارهم. وساروا معه. وهذا يعني أنّ كرازة المعمَّد برنامجها أن يأتي بالناس جميعًا، حتّى الذين أنكروا السيّد كما بطرس، إلى الموقع الذي جعل التلاميذ الأوّلين يربطون مصيرهم بمصير معلّمهم، أي أن «يتركوا كلّ شيء، ويتبعوه» (لوقا ٥: ١١). هنا، عبارة «كما قال لكم» يجب أن تعني، أيضًا، أنّ مَنْ ندعوهم إلى أن يلتقوا بالسيّد الحيّ والمحيي، سيتكفّل هو بأن يقول لهم كلّ شيء. ماذا يلفتك أيضًا في هذا الإنجيل؟
التلميذ: شجاعة النسوة حاملات الطيب، أي مريم المجدليّة ومريم أمّ يعقوب وسالومة، فإنّهنّ ذهبْنَ إلى القبر مع الطيوب قبل بزوغ الفجر، وأمامهنّ مشكلة من يدحرج لهنَّ الحجر الكبير عن باب القبر، فهذه صورة للمؤمن الذي يتّكل على الله ليعينه ويعزّيه كلّ حين. كانت حاملات الطيب أوّل من حمل خبر القيامة إلى الجميع بعدما بشّرهنَّ الملاك بذلك.
المرشد: اسمح لي بأن أتشارك هدف هذا الأحد معك انطلاقًا ممّا قلْتَه: حاملات الطيب يُمثّلْنَ الشعب المسيحيّ. هدف كلّ ذلك هو تقديس الشعب المسيحيّ كلّه. هذا العمل حتّى يقول كلُ واحدٍ منّا «لست أنا من أحيا، إنّما المسيح يحيا فيّ». هذا ما يعلّمنا إيّاه إنجيل حاملات الطيب، يعطينا درسًا مهمًّا لفَهم حياتنا المسيحيّة، حياتنا في الإنجيل، حياتنا في الكنيسة.
Raiati Archives