المرشد: في ١٩ تمّوز ١٩٠٣ أُعلنت قداسة الراهب برخوروس، أي «القدّيس سيرافيم ساروفسكي» المولود في روسيا الوسطى في ١٩ تمّوز ١٧٥٤. كان راهبًا، شمّاسًا، كاهنًا، فناسكًا، مرافقًا «زوادة النفس» بحسب ما كان يصف الكتاب المقدّس. لاحظت في سيرته المترجمة إلى العربيّة، أنّه يشدّد على عبارتين ويكرّرهما على الدوام: «التجارب لا تُقهر إلّا بالصلاة» و«يا فرحي المسيح قام».
التلميذ: حقًّا قام، لاحظت في كتاب سيرة حياته اسمًا بارزًا هو «نيقولاوس موتوفيلوف»، أسماه القدّيس صديق الله وقد صار مدبّرًا لدير الراهبات في دفاييفوا. قرأت الحوار بينهما، ما لفتني، قول القدّيس لموتوفيلوف إنّ «غاية الحياة المسيحيّة هي اقتناء الروح القدس» هل يمكن أن توضح لنا ذلك على ضوء عيد الفصح المجيد؟
المرشد: «سيأتي الله ويدفئنا بحبّ تامّ؛ لا بحبّ له فقط، بل لقريبنا أيضًا»، هذه جملة من الحوار مع الشابّ الذي شفاه الله بشفاعة والدة الله وصلاة القدّيس. وقد ركّز معه على نعمة الروح القدس وكانت له فرصة اختبار هذا «النور» كما يصفه القدّيس سيرافيم، فشعر بسعادة، وهدوء، وسكينة، وسلام لا يوصف. وشدّد معه القدّيس على أنّ نعمة الروح القدس موجودة دائمًا فينا، وأنّ الربّ ينظر إلى القلب النقيّ ليسكن الروح القدس فيه – فنحن نعيش الفصح عبر نعمة الروح القدس التي فينا.
التلميذ: أتعني بكلامك أنّه يوجد ارتباط بين النور والقيامة؟
المرشد: إذا عدنا إلى الأناجيل نلاحظ ذكر النور كثيرًا وبخاصّة في إنجيل يوحنّا. على سبيل الدلالة ترتّل الكنيسة، في أحد الفصح وبعده، أنّ المسيح يشرق وينير المؤمنين جميعًا، هذا يدّل على استنارتنا «هلّموا خذوا نورًا من النور الذي لا يغرب». إنّ خبرة القدّيس سيرافيم في حواره مع موتوفيلوف هي دعوّة إلى كلّ مؤمن بالقيامة بعيش مفاعيل عيد الأعياد وموسم المواسم، أي أن نكون سكنى للروح القدس ونورًا وشهودًا للعالم بالمسيح القائم من الموت.
Raiati Archives