التلميذ: مَن هو سمعان الشيخ الذي استقبل الطفل يسوع في الهيكل؟ هل كان كاهنًا؟
المرشد: لا لم يكن كاهنًا. كلّ ما نعرفه عنه موجود في الإنجيل الذي قرأناه اليوم، وهو أنّه كان «إنسانًا بارًّا تقيًّا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه». ينتظر تعزية إسرائيل أي ينتظر ولادة مخلّص ينقذ الشعب كما كان ينتظر كلّ الأنبياء في العهد القديم الذين تكلّموا على مجيء المخلّص لكنّهم لم يروا المخلّص. قال عنهم يسوع مخاطبًا تلاميذه: «إنّ أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا» (متّى ١٢٣: ١٧).
التلميذ: قال الإنجيل عن سمعان الشيخ «إنّ الروح القدس كان عليه». هل كان الروح القدس يحلّ على الناس قبل مجيء يسوع؟
المرشد: نعم. اسمع إليك ملاحظتين: أوّلًا: نقرأ في بدء الكتاب المقدّس في الآية ٢ من سفر التكوين «وروح الربّ يرفّ على وجه المياه». الله الخالق هو الآب والابن والروح القدس. وثانيًا أنتَ تذكر أنّنا نقول في دستور الإيمان عن الروح القدس إنّه «الناطق بالأنبياء» أي أنّ الأنبياء كانوا مُلهَمين من الروح القدس. ولكن لنعد إلى سمعان الشيخ.
التلميذ: نعم. لماذا قال: «الآن أطلق عبدك أيّها السيّد على حسب قولك بسلام فإنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددتَه أمام وجوه جميع الشعوب نورَ إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيلَ»؟
المرشد: لأنّه ما كان يعيش إلّا ليرى المخلّص ورآه. عرف أنّ الطفل المحمول على ذراعيه هو المسيح المُنتَظر، وإذ رآه وعرفه لا حاجة له إلى أن يعيش أكثر. ونحن أخذنا هذه الصلاة عن سمعان الشيخ ونقولها كلّ مساء في صلاة الغروب، نقصد بها أنّنا التقينا الربّ المسيح المخلّص كما التقاه سمعان. ويُسمّى هذا العيد باليونانيّة عيد اللقاء. هل نلتقي يسوع في كلّ يوم من حياتنا؟
التلميذ: هل سمعان الشيخ قدّيس وله عيد؟
المرشد: نعم. عيده ثاني يوم عيد دخول السيّد إلى الهيكل أي في ٣ شباط لأنّه شخص مهمّ في حدَث العيد، كما هي الحال في الأعياد السيّديّة.