أن نتذكّر يعني أنّ نُحبّ. المحبّة تستمرّ بعد الموت في الكنيسة يُعبّر عن هذه المحبّة عن طريق الصلاة.
صلاة الذكرانيّة (تريصاجبون) في اليوم الثالث بعد الرقاد، والتاسع، والأربعين، تفيد النفس من أجل خلاصها. في هذه المناسبات نقدّم قمحاً مسلوقاً Kollyva رمزاً لما ذُكر في إنجيل يوحنّا: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكُم إنْ لم تقعْ حبّةُ الحنطةِ في الأرض وتَمُتْ فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير” (يو12: 24)، وإشارةً إلى القيامة.
* * *
سؤال: كيف أصلّي للّذين رحلوا خاطئين أو من خارج الكنيسة؟
يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: دَعُونا نتذكّر أمواتَنا ونكرّمهم عن طريق الإحسانات والصدقات، ممّا يجعل الله يتحرّك من أجل أن يرحمهم وينجّيَهم من العذاب الأبديّ”.
من هنا نفهم أهميّة التبرّعات للكنائس والأديار من أجل ذكر أمواتنا خلال أربعين قدّاساً متتالياً. ما أجمل ترتيب مأدبة للفقراء من أجل راحة نفس أناس راقدين نحبّهم.
نذكر أهمية مرافقة المريض قبل رقاده عن طريق الصلاة، حثّه على الاعتراف والتوبة إن أمكن وتقبّله بوعي القربان المقدّس.
هذه الذكرانيّات تُعمل عادةً نهار السبت. وقد جرت العادة نقلها إلى الأحد لأسباب رعائيّة من أجل توفّر حضور عدد أكبر من المؤمنين، إلّا أنّ السبت يبقى مخصّصاً لذكر الأموات الرّاقدين. اليوم السابع (السبت) تـهيئةٌ وظِلّ، اليوم الثامن (الأحد) كمالٌ وحقيقة.
في سبت الأموات نذكر جميع الذين رقدوا في المسيح على رجاء قيامة الحياة الأبديّة. نقول هذه الصلاة “يا اله الأرواح والأجساد كلّها، يا من وطئ الموت، ونقض قوّة
الشيطان، ومنح الحياة لعالمه: أنت يا ربّ، أرحْ نفوسَ عبيدك السابق رقادهم من الملوك والبطاركة ورؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والعلمانيّين
والعلمانيّات وإخوتنا وآبائنا واجدادنا… في مكان نيّر، في مكان خضرة، في مكان انتعاش حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهّد. وبما أنّك إلهٌ صالحٌ ومحبّ للبشر، اغفر لهم
كلّ خطيئة اقترفوها بالقول أو بالفعل أو بالفكر، لأنه ليس من إنسان يحيا ولا يخطأ بل أنت وحدك منزّةٌ عن الخطيئة، وعدلك عدلٌ إلى الأبد، وقولك حق.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
عن “الكرمة”، العدد 49، الأحد 8 كانون الأول 2013