هل يدعو ذلك إلى الخوف، إلى القلق؟ ليس بالضرورة. هذا يدعو بالأحرى إلى التأمّل! الإنسان المسيحي لا ييأس أبداً. “كلّ شي يعمل لخير الذين يحبّونه”. (رومية 8: 28).
هو مستعدّ للموت في كلّ حين، الموت عن أنانيته. هل يخسر أرضه؟ الأرض هي لجميع الناس هي بالأحرى للمحتاج. هل يتقلّص عدد المسيحيّين؟ القضيّة ليست بالعدد بل بالنوعيّة.
الرسل كانوا اثني عشر عدداً، فكسبوا المسكونة كلّها إلى المسيح. المهمّ أن نبقى أمينين على القليل. الفقير المحتاج أمامنا هو المسيح ولو كان عزيزاً علينا.
وجودنا كالخميرة في العجين. المهمّ أن تكون الخميرة صالحة حتى يتخمّر العجين كلّه. (متى 13: 33) لا معنى لوجودنا نحن المسيحيّين إلاّ إذا كنّا هكذا.
يقول لنا الربّ أيضًا: “لا تخف أيّها القطيع الصغير لأنّ أباكم قد سُرّ أن يُعطيكم الملكوت” (لوقا 12: 32).
من يدري!؟ ربّما يأتي شعب جديد إلى المسيح، عن طريق هذه الشهادة، هذه الأمانة للحقّ “اعرفوا الحقّ والحقّ يحرّركم” (يوحنا 8: 32).
“وأقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وأمّا بنو الملكوت (المسيحيّون) فيُطرحون إلى الخارج”. (متى 8: 11-12)
هل تخشى الاِنقراض؟ “فإنّي أقول لكم إنّ الله قادرٌ أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم” (متى 3: 9)
لا تكونوا أبداً أنانيّين متكبّرين. نحن المسيحيّين لسنا بالضرورة فوقيّين إذا افتخرنا بإيماننا أو بتواضعنا. يقول القدّيس الجديد بورفيريوس: “الكبرياءُ (الأنانية) (جهلٌ) والتواضع ذكاءٌ وحكمة. المتكبّر (الأنانيّ) لا يشبع، لهذا هو حزينٌ دائماً، بينما المتواضع راضٍ دائماً.
* * *
أيّها الأحبّاء كونوا وتصرّفوا دائماً على الرجاء بالربّ القائم من الموت. حوّلوا دائماً بهذا الإيمان حزنكم إلى فرح. هذا هو منهج القدّيسين، فليكن أيضًا منهجكم.
+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما