التلميذ: في حديث مع والدي انتقد جارنا كثرة الطقوس في كنيستنا، وقال إنّه يكتفي بالصلاة في البيت ولا حاجة له أن يذهب إلى الكنيسة. هل تساعدني على محاولة إقناعه بأهمّيّة الطقوس؟
المرشد: الذين لا يأتون إلى الكنيسة يحرمون أنفسهم من أهمّ ما في الحياة المسيحيّة، لأنّ طقوس الكنيسة تحتوي أشياء جوهريّة لا يُعوّض عنها بشيء. نحن نجتمع لنؤلّف الكنيسة فالكنيسة جماعة. نحن كنيسة المسيح، جسد واحد يجتمع حول المسيح الرأس كأعضاء. ونصير فعلًا جسدًا واحدًا باشتراكنا في المناولة.
التلميذ: نستمع إلى الإنجيل ونتعلّم كثيرًا من صلوات الكنيسة أليس كذلك؟
المرشد: صحّ. في الطقوس يتربّى الإنسان وينمو ويتكوّن فالطقوس مدرسة روحيّة يتدرّب فيها الإنسان، ويتعلّم بل يعيش العقائد الإيمانيّة المنسوجة بها طقوسنا، ويتعلّم من آباء الكنيسة التي تملأ النصوص الطقسيّة كما يتقدّس بالأسرار الكنسيّة ويمتلئ من الروح القدس. ولا تنسَ أنّنا نصلّي معًا ونطلب إلى الله أن يمنحنا السلام الذي من عنده و…
التلميذ: أنا أعلم أنّنا نصلّي من أجل أمور كثيرة…
المرشد: كنتُ سأشير قبل أن تقاطعني إلى أنّنا نصلّي معًا من أجل سلام كلّ العالم، ومن أجل المسؤولين والمسافرين والمرضى ووحدة الكنائس واعتدال الأهوية وخصب الأرض بالثمار…
التلميذ: لسنا نطلب فقط بل نشكر الله أيضًا..
المرشد: طبعًا نشكر الله، ومعنى القدّاس الإلهيّ هو الشكر) لأنّه أعطانا كلّ شيء، بل لأنّه أعطانا نفسه. كلّ شيء في الطقوس يصبّ في هذه الخانة. صلواتنا ملأى بانتظار الربّ واستقباله. غاية صلاة الكنيسة هي بالنتيجة الربّ نفسه، أي شخص الربّ يسوع، لقاؤه شخصيَّا وتناوله والاتّحاد به وببعضنا البعض. بدون حضور الربّ حضورًا شخصيًّا حيًّا تصبح الصلاة مجرّد كلمات أو أفكارًا أو أعيادًا فارغة… فلا نستعفي بحجج واهية من الحضور إلى الكنيسة.