التلميذ: سمعت الكاهن يتكلّم على التقليد في الكنيسة ولم أفهم. ما معنى التقليد في الكنيسة؟
المرشد: لنفتح القاموس ونفهم معنى كلمة تقليد في اللغة العربيّة. نجد أنّ الكلمة تأتي من فعل قلّد أي وضع قلادة حول عنق شخص ما أي سلّمه شيئًا، حمّله حِملاً أو مسؤوليّة. في الكنيسة نقول إنّ الرسل استلموا من المسيح وسلّموا غيرهم. يقول الرسول بولس في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس قبل أن يتكلّم على الإفخارستيّا: «تسلّمت من الربّ ما سلّمتكم أيضًا» (١١: ٢٣).
التلميذ: قال الكاهن أيضًا إنّ التقليد حيّ. ما معنى ذلك؟
المرشد: صحيح أنّ التقليد حيّ. ليس التقليد أن نكرّر ما قاله آباء الكنيسة وحسب. التقليد الحيّ هو أن نتشبّه بهم، ونعمل ما عملوه، وأن يكون عملنا خلاّقًا مثلهم، وأن ننفتح على المسائل المطروحة في زمننا الحاضر ونعالجها بناء على إيماننا.
التلميذ: هل يتغيّر التقليد مع الزمن؟
المرشد: لا. لا يتغيّر التقليد بمضمونه الأساس. التقليد هو انتقال الحياة في المسيح والإيمان به منه إلى التلاميذ ومنهم إلى من خلفهم جيلاً بعد جيل. لا يتغيّر إيماننا: لا نزال نقول دستور الإيمان الذي وضعه الآباء في المجمع المسكونيّ الأوّل والثاني. لكن ليفهم الناس مضمون الإيمان في كلّ جيل قد يتغيّر التعبير عنه.
التلميذ: أظنّ أنّي فهمت: التقليد إحياء لما يعلّمنا الإنجيل والآباء ولا ترداده فقط.
المرشد: كلامك صحيح لكنّه ناقص. إن بقي إحياء الماضي عمليّة ذكريات يكون عقيمًا. إحياء ما سبق استعدادًا للمستقبل هو التقليد الحقيقيّ الحيّ بالروح القدس. ولا يكون التقليد حيًّا من دون الانفتاح نحو الأبديّة بحركة ديناميكيّة تشمل كلّ الحياة.