التلميذ: أعلن الكاهن أنّنا ندخل اليوم في زمن التريودي. ما معنى ذلك؟
المرشد: معنى ذلك أنّنا دخلنا فترة نركّز خلالها في صلوات الكنيسة على كتاب اسمه تريودي (باليونانيّة تريوديون أي الثلاث أوديات أو أناشيد). نقرأ في الكنيسة من كتاب التريودي من اليوم حتّى السبت العظيم. هذا من ناحية الاسم. أمّا من ناحية مراحل زمن التريودي فهي ثلاث: الأولى تهيئة للصوم (٤ أسابيع) والثانية الصوم الأربعينيّ (٦ أسابيع) والثالثة الأسبوع العظيم.
التلميذ: معلومات مفيدة! لكن ما علاقة هذا بحياتنا؟
المرشد: نبدأ اليوم بالتهيئة الروحيّة للصوم، لأنّ إنجيل اليوم يدعونا إلى التواضع مِثل العشّار وأن نقول معه: «أللّهمّ ارحمني أنا الخاطئ»، ونبتعد عن كبرياء الفرّيسيّ. أمّا في الأحد القادم فالدعوة إلى التوبة على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه بعد انفصال عنه. ينبّهنا إنجيل الابن الضال إلى حنان الآب ومحبّته وقبوله كلّ أبنائه الذين يعودون إليه تائبين.
التلميذ: الأفضل إذًا أن نقول زمن التوبة أفضل من زمن التريودي …
المرشد: هو فعلًا زمن التوبة وكتاب التريودي مملوء من معانيها. إليك ترتيلة نبدأ بإنشادها اليوم في الكنيسة أرجو أن تحفظها وترتّلها يوم الأحد: افتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة لأنّ روحي تبتكر إلى هيكل قدسك آتيًا بهيكل جسديّ مُدنّسًا بجملته. لكن بما أنّك مُتحنّن نقّني بتحنّن مراحمك.