التلميذ: عندما نقرأ أناجيل الآلام نرى أنّ تلاميذ يسوع فوجئوا لمّا قبض عليه الجند وخافوا حتّى إنّ بطرس أنكره. ألم يعرفوا أنّه سيتألّم؟
المرشد: بلى، قال لهم مرّات عدّة لكنّهم لم يفهموا لأنّهم تبعوه ورأوه يصنع المعجزات، يشفي المرضى ويقيم الموتى وكانوا ينتظرون أنّه سيعلن نفسه ملكًا على اليهود. نقرأ في إنجيل مرقس ٨: ٣١ وما يتبعها أنّ يسوع، بعد أن أشبع الآلاف وشفى الأعمى، ابتدأ يعلّم تلاميذه «إنّ ابن الإنسان ينبغي أن يتألّم كثيرًا… ويُقتَل وبعد ثلاثة أيّام يقوم». ماذا فعل بطرس بعد أن سمع هذا الكلام؟ يقول الإنجيل إنّه ابتدأ ينتهر يسوع. لم يفهم كلام يسوع.
التلميذ: ماذا قال له يسوع؟
المرشد: قال له: «اذهب عنّي يا شيطان لأنّك لا تهتمّ بما لله لكن بما للناس». بعد هذا يخبرنا الإنجيليّ مرقس أنّ يسوع أكمل تعليمه لتلاميذه ولكلّ الناس حوله قائلاً: «من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني…».
التلميذ: متى أعلن يسوع عن آلامه أيضًا؟
المرشد: بعد التجلّي (مرقس ٩: ٩-١٠ و١٢) «ابن الإنسان يتألّم كثيرًا ويُرذل». لكنّهم لم يفهموا. وكلّمهم أيضًا مرّة ثالثة بكلّ وضوح كما نقرأ في إنجيل مرقس ١٠: ٣٣ «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلّم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». ماذا تظنّ كان ردّ فعل التلاميذ؟
التلميذ: ألم يفهموا هذه المرّة؟
المرشد: لا، لأنّ الأخوين يعقوب ويوحنّا تقدّما إلى يسوع وطلبا أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره في مجده، لأنّهما كانا يظنّان أنّه سيصير ملكًا، وأرادا أن يكونا وزيرين عنده. اقرأ جواب يسوع لهما في إنجيل مرقس ١٠: ٣٥-٤٥.
التلميذ: لكن كيف فهموا بعد ذلك؟
المرشد: بعد قيامة يسوع من بين الأموات وبعد أن شاهدوا القبر الفارغ وظهر يسوع لهم بعد القيامة مرّات عدّة، وبالأخص بعد أن حلّ عليهم الروح القدس في العنصرة، فهموا وآمنوا وبشّروا بالإنجيل وآمن كثيرون ومات بعضهم شهداء.