تعيّد الكنيسة اليوم لأحد المخلّع، وفي الوقت نفسه، للقدّيس جاورجيوس العظيم في الشهداء. ماذا يعني هذا لنا؟
عندما تذكر الكنيسة مخلّع بركة سلوان في هذه الفترة الفصحيّة، وكلمة سلوان تعني المنتشَل، فهي تفعل ذلك لتقول لنا إنّ يسوع هو الذي ينتشلنا من كلّ وقعة وسقطة. المهمّ أن تلجأ إليه وتطلب بإلحاح: “اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ” (متّى 7: 7). لذلك، يجب ألاّ يكون يسوعُ ثانويًّا في حياتنا، وأكثرَ من ذلك، ألاّ تذكره إلاّ في الضيق؛ يجب أن يكون هو حياتَنا. المخلّع انتظر طويلاً مَنْ يُلقي به في البركة أو يساعده كي يدخل في البركة. هذا يذكّرني بالسؤال: “هل نحن الوسيلة لنُدْخِلَ أحدًا من الباب إلى الكنيسة: تلك البركة الخلاصيّة، أم نكون كالفرّيسيّين أو الكتبة الذين لا يَدخلون ولا يَدَعون أحدًا يَدخل؟”. وهنا، أتذكّر أنّ البعض منّا يحلو له، فقط، الانتقاد وتناول الناس، أيًّا كانوا وفي أيّ موقع كانوا: أمِن عامّة الشعب أم من ذوي المراكز المرموقة في المجتمع.
ألا يكونون مثل الكتبة والفرّيسيّين الذين كانوا أداة عثرة بدلاً من أن يكونوا أداة خلاص. يسوع يريدنا أن نعمل بصمت وألاّ تدري شِمالنا ما تفعل يميننا. المهمّ أن أكون ذاك الانسان الحامل نور القيامة في شخصه ليستهديَ الناس به. وهنا، تبرز أهمّيّة أحد المخلّع، الذي يرتبط بذكرى القيامة، ليقول لنا إنّ كلّ واحد منّا مخلّع بطريقة ما، وهو بحاجة إمّا إلى أن يساعده أحد أو أن يقوم يقوم بذاته بنعمة الروح
أخيرًا، لنكن كما القدّيس جاورجيوس الذي نفض الخطيئة وفضّل أن يكون مقتولاً بدلاً من أن يكون قاتلاً، ليكون شهيدًا وشاهدًا للربّ القائم من بين الأموات
الأسقف غطّاس (هزيم)
عن “الكرمة”، العدد 19، الأحد 6 ايار 2012