التلميذ: نعيّد اليوم لتذكار القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ. هل هو نفسه يوحنّا كاتب الإنجيل؟
المرشد: نعم هو نفسه كاتب إنجيل يوحنّا وأيضًا سفر الرؤيا وثلاث رسائل من بين الرسائل الجامعة. ندعوه «إمام المتكلّمين باللاهوت». ولقبه «اللاهوتيّ» يعود إلى ما كتبه في إنجيله.
التلميذ: ولكن ألا يحوي إنجيله ما تحويه الأناجيل الأخرى؟
المرشد: يتميّز إنجيله ببُعده اللاهوتيّ. فبعد أن رأى يوحنّا أنّ الأحداث الخارجيّة واضحة في أناجيل متّى ومرقس ولوقا، وضع إنجيلًا روحيًّا. وأورد أحاديث قيّمة تُظهر لنا تعاليم الربّ يسوع وأعماله. وسلّط الضوء على الحقائق الروحيّة الأكثر سموًّا. وبما أنّه شدّد على لاهوت المسيح، فقد أسهم في دحض البدع.
التلميذ: لماذا يُدعى أيضًا بالحبيب؟
المرشد: لأنّ محبّته للربّ يسوع كانت كبيرة، وهو بقي معه على الصليب فيما تركه التلاميذ الآخرون، ثمّ ائتمنه الربّ على أمّه. يُقال إنّه «كان مملوءًا من المحبّة فأصبح مملوءًا من التكلّم باللاهوت أيضًا». إذ زوّدنا بأعظم مواعظ الربّ وهو الذي مال إلى صدره في العشاء السرّيّ.
التلميذ: أين بشّر وهل صحيح أنّه لم يمُت؟
المرشد: تركّز عمله البشاريّ في أفسس، وواجه الموت فيها أكثر من مرّة. نُفيَ إلى جزيرة بطمس حيث كتب سفر الرؤيا. عاد إلى أفسس وهناك كتب إنجيله ورسائله، ورقد بعمر المئة سنة وخمس. هناك رواية تقول إنّه انتقل ولم يمُت، ولكن هناك أخرى تقول إنّه رقد وكان يخرج من قبره عطرٌ يشفي المؤمنين.
Raiati Archives