كان القدّيس سلوان موهوبًا بذكاء حلو حيّ متيقّظ، وجريء جدًّا. فكتب:
«لا يمكننا بذكائنا حتّى أن نعرف كيف كوّنت الشمس. وحين نسأل الله: «قل لنا كيف كوّنت الشمس»، فإنّنا نسمع هذا الجواب بوضوح في نفوسنا: «اتّضع وستعرف ليس فقط الشمس، بل خالقها». لكن حين تعرف النفس السيّد بالروح القدس، إذ ذاك تنسى من شدّة فرحها الكون كلّه ولا تعود تنشغل بأيّة معرفة دنيويّة أخرى».
تخفي هذه الكلمات البدائيّة نوعًا ما في طيّاتها إيحاء بمعرفتين مختلفتين للذات. الطريق العاديّة التي يسلكها الجميع للوصول إلى المعرفة تحتوي على تثقيف قدرة الإنسان العقليّة باتّجاه العالم الخارجيّ. هناك تلتقي، بأشكال متنوّعة ومتشعّبة من الظواهر التي لا حدّ لها… أمّا الطريق الأخرى التي تقود إلى معرفة الذات، فتتمثّل في القدرة على تسيير الوعي الإنسانيّ إلى داخل الكيان ثمّ إلى الله.
Raiati Archives