§ إن إشفاقنا على إنسان واحد فقط لا يخلّصنا، ولكن احتقارنا واحدًا يبعث بنا الى النار. لم يقل الرب: “جعتُ وعطشتُ…” ليُطبّق مرة واحدة ولا ليوم واحد فقط، بل طيلة الحياة.
§ مَن أحسن الى مئة فقير وما زال بإمكانه أن يُحسن ايضًا الى آخرين ويُطعمهم ويسقيهم، ولكنه صرف كثيرين فارغين، رغم صراخهم واستغاثتهم، سوف يُدان أمام منبر المسيح لكونه لم يُغثهم. فالمسيح هو في جميع هؤلاء الفقراء وهو الذي نُطعمه في كلّ من أولئك الصغار.
§ ان كان المسيح قد ارتضى أن يتّخذ وجه كل فقير ويتمثّل بكل فقير فللغاية التالية: كي لا يرتفع أحد ممن يؤمنون به فوق أخيه، بل لكي ينظر الى أخيه وقريبه كأنه ينظر الى الله، ويحسب نفسه أدنى من أخيه… وهكذا يتقبّله كأنه الله ويُكرمه ويبذل كل ما عنده لخدمته، كما أَهرق المسيح دمه لخلاصنا