إذ كنتُ أتأمل سيّدي في بهائك ظهرتَ لي من العلاء بلمعان يفوق لمعان الشمس وسطعتَ في السماء شعاعًا اخترقني في الأعماق، نور ونار.
وإذ خررتُ ساجدًا في الظلام ظهرتَ إليّ نورًا اكتنفني بضيائه فصرتُ أنا نورًا يسطع في الليل.
تعال أيّها النور الحقّ، تعال يا حياة أبديّة، تعال أيّها السرّ الخفيّ، تعال يا كنزًا يفوق الوصف، تعال يا حقًّا لا يُنطَق به، تعال يا من لا يُدرَك، تعال يا نعمة لا تفنى، تعال يا شمسًا لا تغيب، تعال يا انتظار كلّ من يتوق إلى الخلاص، تعال يا مُنهض النيام، تعال يا قيامة الموتى.
تعال أيّها القويّ الذي بكلمته يخلقني من جديد ويحوّلني إليه نورًا من نور.
تعال يا من لا يُرى ولا يُنطَق به.
تعال يا من يهبّ في كلّ مكان ولا يُدرَك من أين يأتي ولا إلى أين يذهب.
تعال يا من هو أسمى من السموات، تعال يا من يحلو دعاؤه، تعال يا فرحًا أبديًّا، تعال يا إكليلًا لا يزول لمعانه، تعال يا ثوبًا قرمزيًّا لمليكنا الإله، تعال يا يمين الله، تعال يا مَن نهدَت إليه نفسي.
أنتَ الذي فرزتني عن كلّ شيء وجعلتني لك في العالم ولكن ليس من العالم.
تعال يا شوقًا أبديًّا فيّ اجتذبتني إليك بالعشق، تعال يا نسمة حياتي، تعال يا معزّي نفسي.
تعال يا فرحي، يا مجدي، يا سروري الأبديّ.