أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم. أصبحتم على صورة المسيح ابن الله، لأن الله، الذي اختارنا لنكون أبناءه بالتبنّي، جعلنا على صورة جسد المسيح. بعدما صعد المسيح من الماء، حلّ الروح القدس عليه. كذلك أنتم عندما خرجتم من حوض المعمودية المقدّسة، قبلتم مسحة الميرون وهي صورة حقيقية لمسحة المسيح.
لا يظنّنّ أحد ان العماد ليس الا نعمة مغفرة الخطايا، مثل معمودية يوحنا الذي كان يمنح مغفرة الخطايا، انما هو أيضًا صورة لآلام المسيح. لذلك قال الرسول بولس: «أم تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدُفنّا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيمَ المسيحُ من الأموات بمجد الآب هكذا نسلُكُ نحن أيضًا في جدّة الحياة» (رومية ٦: ٣-٤). ويضيف «لأنه قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته» (رومية ٦: ٥). انتبه لكلمات الرسول، انه لا يقول: «لأنه قد صرنا متّحدين معه بموته»، بل «بشبه موته» لأن المسيح مات فعلًا، أمّا نحن فموتنا شبه موته وآلامنا شبه آلامه، لكن خلاصنا لم يكن شبه خلاصٍ، بل خلاصًا حقيقيا.
عندما تعمدتم اقتادوكم إلى المعمودية.. وسُئل كل واحد منكم: «هل تؤمن باسم الآب والابن والروح القدس؟»، فأدليتم بهذا الاعتراف الخلاصي. ثم غطستم في الماء كأنكم دخلتم الليل المظلم (الموت)، ولما خرجتم منه، أصبحتم كمن هو في وضح النهار (الحياة). في اللحظة نفسها مُتّم ووُلدتُم. وأصبح هذا الماء قبركم وأمّكم في وقت واحد. قبل دخولكم جرن المعمودية خلعتم رداءكم فأصبحتم عراة وهذا أيضًا صورة لخلعكم الإنسان القديم وكل أعماله.
المعمودية هي انعتاق الأسرى، وموت الخطيئة والميلاد الثاني، ثوب النور وطابع مقدس لا يمحى، ومركبة إلى السماوات، وبهجة
الفردوس وعربون الملكوت وعطية التبني.
المعمودية
عظة للقديس كيرلّس الأورشليمي