هو أسقف تسالونيكي في شمال اليونان. عاش في القرن الرابع عشر. ولد في القسطنطينيّة السنة ١٢٩٦ ورقد السنة ١٣٥٩. عاش راهبًا متوحّدًا في جبل آثوس يمارس صلاة القلب ضمن الحركة الهدوئيّة.
علّم القدّيس غريغوريوس أنّ الإنسان يرتقي إلى الله، إلى النور الإلهيّ الذي يتجلّى في الأفعال أو القوى الإلهيّة التي ميّزها القدّيس غريغوريوس عن الجوهر الإلهيّ الذي لا يصل إليه مخلوق. النور الإلهيّ ينزل على الإنسان فيقترب من الألوهة. هذا معنى ما قاله الآباء منذ القديم « إنّ الله صار إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا». يشرح القدّيس غريغوريوس كيف أنّ الله يقيم في الإنسان وأنّ كلّ ما في الله- ما عدا صفة الخلق- يأتي على الإنسان.
حارب القدّيس غريغوريوس الراهب الإيطاليّ برلعام الذي قال إنّ الإنسان يدرك الله بالعقل. تصدّى له غريغوريوس بناء على تراث الكنيسة قائلًا أنّ العقل البشريّ لا يستوعب الله وأنّ الرؤية هي رؤية نور إلهيّ غير مخلوق ينزل علينا. تقول الكنيسة الأرثوذكسيّة إنّ هذا النور لا ينسكب في النفس فقط ولكن في الكيان البشريّ كلّه، لأنّه ليس عندنا تفريق أو ثنائيّة بين النفس والجسد. نتناول جسد الربّ ودمه «لصحّتَي النفس والجسد» ويُمسح جسد المعمود كلّه بالميرون، ونؤمن بأنّ القيامة هي قيامة الأجساد واشتراكها مع النفس في الرؤية الإلهيّة.
أعلنت الكنيسة قداسته السنة ١٣٦٨ أي تسع سنوات بعد وفاته، وجعلت عيده في الأحد الثاني من الصوم أي مباشرة بعد أحد الأرثوذكسيّة، لتؤكّد أنّ تعليمه جزء أساس من استقامة الرأي. وقد ظهر تعليمه جليًّا في المجمعين اللذين عُقدا في حياته.