...

 الفقر ومساعدة الفقراء للقديس سمعان اللاهوتي الجديد (٩٤٩-١٠٢٢+)

من أجلكم أصبح الله إنسانًا فقيرًا. أنتم الذين تؤمنون به مدينون له بأن تكونوا فقراء مثله. هو فقير بحسب الطبيعة البشرية وأنتم فقراء بحسب الطبيعة الإلهيّة. إذًا فكّروا كيف تُطعمونه. انتبهوا جيدًا فهو أصبح فقيرًا لتصبحوا أغنياء ولينقُل اليكم غنى رحمته. اتّخذ جسدًا لكي تصبحوا شركاء في ألوهيته. لهذا، كما قال، يكون هو ضيفكم عندما تستعدّون لاستضافته. انه يحسب جوعكم وعطشكم من أجله طعامًا وشرابًا له… الله الذي يستقبلكم ويجعل كل ما لكم لنفسه، يشتهي ان يجعلكم آلهة كما صار هو إنسانًا. انه يحسب كل ما تفعلونه لأنفسكم وكأنه هو يتحمله قائلا “كما فعلتم هذا أحد هؤلاء الصغار فأنتم فعلتموه لي”. 

الرحماء 

للقديس سمعان اللاهوتي الجديد 

من هم الرحماء؟ أهُم أولئك الذين يُعطون مالا فقط او يُطعمون الفقراء؟ لا. إذًا من هم؟ هم الذين افتقروا من اجل الرب الذي افتقر لكي نستغني. ليس لديهم ما يعطونه لكنهم منتبهون بشكل دائم للفقراء والأرامل واليتامى، إضافة الى المرضى. فهم يُشفقون عليهم ويفتقدونهم دائما. انهم يعطونهم بسخاء وفرح عندما يمتلكون اي شيء، وايضا يذكرونهم بسخاء بالأشياء النافعة لخلاص نفوسهم، وبإطاعة من قال: “وما تعلّمته بإخلاص أَشرك فيه بسخاء” (حكمة ٧: ١٣). هؤلاء هم الذين يطوّبهم الرب. هؤلاء هم الرحماء حقا لأنهم يتسلقون هذه الرحمة كما على سلّم للوصول الى طهارة النفس الكاملة 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفقر ومساعدة الفقراء 

للقديس سمعان اللاهوتي الجديد (٩٤٩-١٠٢٢+)