التلميذ: نعيّد اليوم لتذكار القدّيس أنطونيوس الكبير. لماذا يُلقّب بـ «أبي الرهبان»؟
المرشد: انحدر القدّيس أنطونيوس من عائلة مسيحيّة غنيّة جدًّا. توفّي والداه تاركَيْن له ولشقيقته ميراثًا كبيرًا. وفي أحد الأيّام سمع قول الربّ يسوع: «إن أردْتَ أن تكون كاملًا، فاذهبْ وبعْ أملاكك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السماء، وتعالَ اتبعْني». اعتبر هذا الكلام موجّهًا إليه بالذات، فباع حصّته من الإرث ووزّعها على الفقراء، ثمّ عاش في برّيّة مصر حياة التوحّد مكرّسًا حياته للصلاة والصوم. اجتمع حوله عدد غفير من الرهبان لأنّهم اكتشفوا فيه المنارة التي تقود حياتهم في اتّباع المسيح في حياة الفضيلة والقداسة حتّى الاتّحاد بالله. لهذا سمّي أيضًا بـ «كوكب البرّيّة». كتب سيرته أحد معاصريه وهو القدّيس أثناسيوس الكبير.
التلميذ: هل يمكنك تزويدي بقولٍ مفيدٍ له؟
المرشد: يقول قدّيسُنا: «رأيْتُ فخاخ العدوِّ في الأرض لامعةً. فقلْتُ في نفسي من ينجو منها؟ فأتاني صوتٌ من السماء يقول: المتواضع». هذه خبرة اقتناها القدّيس أنطونيوس بنفسه، إذ تساءل مرّة في نفسه حول مَن هو أعظم منه في حياة الفضيلة. استجاب الربّ لصلاته وقاد خطاه إلى إسكافيٍّ في الإسكندريّة الذي أخبره أنّ حياته بسيطة وهو يقسّم دخله إلى ثلاثة أثلاث: معيشته، الفقراء والكنيسة. لكنّ القدّيس أنطونيوس رجاه أن يخبره بسرّ جهاده، فأجاب: بينما أنا أعمل، أنظر إلى الناس وأقول لنفسي جميعهم سيخلصون أمّا أنا فلا. فذهب القدّيس منتفعًا جدًّا من اتّضاع هذا الإسكافيّ وجهاده المتواضع.
التلميذ: ماذا يمكنني أن أتعلّم من القدّيس أنطونيوس، بخاصّةٍ في هذا الوضع الصعب الذي نعيشه؟
المرشد: أحبّ الله إلى درجة أنّه عاد لا يخاف منه. تميّز بالمحبّة الإلهيّة، بها أحبّ الله وبها أحبّ الناس، إلى درجة أنّه كان يشدّد المسكونة كلّها بصلاته. أحببْ أنت بدورك الربّ من كلّ قلبك، واعطِه ذاتك. تعلّم الصلاة واطردْ من قلبك كلّ خوف أرضيّ. اطلبْ شفاعته يوميًّا فهو قادر على أن يعينك في هذا الطريق.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ:
القدّيس أنطونيوس الكبير :