قيل إنّه من أصل فارسيّ، أتى به أحد التجّار صبيًّا إلى إزمير في جنوب تركيا وباعه الى سيّدة نبيلة ربّته كابنها في الإيمان المسيحيّ، ومعرفة الكتاب المقدّس وممارسة التقوى والاهتمام بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة والمسنّين. رسمه أسقف المدينة شمّاسًا. صار بوليكاربوس أسقفًا خلفًا له بين ١١٣ و١١٧ وخدم كنيسة إزمير نحو خمسين سنة.
نعرف من القدّيس إيريناوس أسقف ليون (فرنسا) الذي كان تلميذًا لبوليكاربوس، أنّ هذا الأخير تتلمذ على القدّيس يوحنّا الإنجيليّ، الذي استقرّ حسب التقليد في أفسس بعد خروجه من المنفى في جزيرة باطمس. في أواسط القرن الثاني اختار أساقفة آسيا بوليكاربوس ممثّلًا لهم وانتدبوه إلى روما ليجري محادثات مع البابا هناك حول بعض مواضيع الخلاف، ومنها تاريخ تعييد الفصح.
استقبل بوليكاربوس في إزمير القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ الذي كان في طريقه إلى العذاب والاستشهاد فريسة للوحوش في رومية. كتب له إغناطيوس رسالة شهيرة قال فيها: «لتكن معموديّتك ترسًا لك وإيمانك خوذة ومحبّتك رمحًا وصبرك درعًا لك». لمّا أمر الأمبراطور الرومانيّ الفيلسوف ماركوس أوريليوس باضطهاد المسيحيّين، كان بوليكربوس شيخًا مسنًّا لكنّه قاوم القنصل الذي استجوبه ومات حرقًا. تعيّد له الكنيسة اليوم في ٢٣ شباط.