هو واضع قانون التوبة الكبير المعروف باسمه الذي يُرتّل كلّ سنة خلال الصوم الكبير ومطلعه: «معينًا وساترًا صار لي للخلاص…»، وله وقع مميّز في نفوس المؤمنين كمحرّك إلى التوبة. وفيه يشير القدّيس أندراوس إلى صوَر من العهدين القديم والجديد التي يمكن أن تمثّل نماذج للتوبة. له أيضًا عدد من الصلوات وضعها إكرامًا لأعياد السيّد ووالدة الإله والقدّيسين وعدد من الأناشيد لا زالت محفوظة في الكتب الليتورجيّة حتّى اليوم.
وُلد في دمشق. نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم حيث تربّى واستلم مسؤوليّات وهو حديث السنّ. اشترك في الوفد إلى المجمع المسكونيّ السادس المُنعقد في القسطنطينيّة، حيث دعم اعتراف كنيسته لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة. بقي في القسطنطينيّة بعد المجمع حيث توفّرت له ظروف مؤاتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسوليّة. سيم شمّاسًا وأُسندَت إليه مهمّة العناية بميتم وملجأ للفقراء.
العام ٧١١ صُيّر رئيس أساقفة على جزيرة كريت. لكن قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينيّة، وعُيّن بطريرك اسمه يوحنّا السادس مهمّته إلغاء قرارات المجمع السادس، وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة. ويبدو أنّ قدّيس الله رضخ لضغط السلطة الجديدة عليه، لكنّه بعد سنتين عاد إلى نفسه تائبًا معترفًا بمشيئتين في المسيح ووضع قانون التوبة الكبير.