وُلدت القدّيسة تقلا في القرن الأوّل، ابنة عائلة وثنيّة مقيمة في مدينة إيقونية في آسيا الصغرى (تركيا الحاليّة). لمّا بلغت الثامنة عشرة خطبها أهلها لشابّ وثنيّ مثلهم. لكن قبل أن يتمّ الزواج صدف أنّ بولس الرسول كان يعلّم في بيت مجاور لبيت تقلا. استمعت إليه باهتمام كبير مدّة ثلاثة أيّام واقتنعت بكلامه وآمنت بالمسيح ونذرت نفسها لخدمته.
لمّا أخبرت أمّها برفضها الزواج غضبت وأخذت ابنتها إلى والي المدينة الذي حاول بكلّ الطرائق أن يردّها عن قرارها فلم ينجح، إلى أن ألقاها في النار فحفظها الله سالمة. بعد ذلك هربت وتبعت الرسول بولس ورافقته إلى أنطاكية حيث وقع عليها نظر رجل مهمّ في المدينة، ولمّا قاومته وشى بها إلى الوالي على أنّها مسيحيّة. حكم عليها الوالي بالموت وألقاها للوحوش فلم تمسّها بأذى. تعجّب الوالي جدًّا وسألها: من أنت وما هي هذه القوّة الفاعلة فيك؟ فأجابت: أنا أمة الإله الحيّ. فأطلق سراحها.
بقيت تقلا تكرز بكلمة الله إلى أن انسحبت إلى معلولا حيث عاشت ناسكة في مغارة. وقد أعطاها الربّ الإله موهبة شفاء المرضى فتدفّق عليها الناس واهتدى كثيرون إلى المسيح بواسطتها. غضب أطبّاء المنطقة وأرسلوا رجالاً أشرارًا ليؤذوها. لمّا طاردوها هربت وصلّت إلى الربّ فانشقّت صخرة دخلت تقلا فيها فكانت الصخرة مخبّأ لها ومدفنًا.
تسمّيها الكنيسة أولى الشهيدات المعادلة الرسل لأنّها قضت حياتها في التبشير بالمسيح، وواجهت الاضطهاد والعذاب والموت من أجله. دير القدّيسة تقلا قائم حتّى الآن في معلولا يزوره الكثيرون.