كانت أفدوكيّا، وهي من أصل سامريّ، تعيش في بعلبك أيّام الأمبراطور الرومانيّ تراجان (٩٦-١١٦). كانت جميلة جدًّا تمتهن الفجور وجمعت من عملها ثروة كبيرة. صدفةً جاء رجل مسيحيّ اسمه جرمانوس إلى بعلبك، وسكن في منزل قرب بيت أفدوكيّا. في الليل قام يرتّل المزامير ثمّ قرأ من الإنجيل نصًّا عن الدينونة. لمّا سمعته أفدوكيّا وَعَت وضعها وحزنت جدًّا على نفسها. في الصباح قصدت جرمانوس ورجته أن يدلّها على سبيل الخلاص. بشّرها بالمسيح وعلّمها الصلاة، ثمّ طلب منها أن تدعو للربّ أسبوعًا لتمتحن نفسها. ثابرت أفدوكيّا على الصلاة والتضرّع إلى الله بدموع ليخلّص نفسها.
لمّا اعتمدت على يد أسقف بعلبك، سلّمت ثروتها إلى كاهن ليوزّعها على المحتاجين، وسلّمت نفسها إلى الله وسلكت درب العذارى. ذاع خبرها فسمعه بعض الذين كانوا يعرفونها في سلوكها القديم، فوشوا بها إلى الولاة بأنّها مسيحيّة وأنّها وزّعت ثروتها على المسيحيّين أعداء الأمبراطوريّة. عاشت مدّة من دون أن يصيبها سوء إلى أن أمر أحد حكّام بعلبك بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة. عيدها اليوم في أوّل آذار.