عيده في ١٢ تشرين الثاني. تُسمّيه الكنيسة في الصلاة “نهر عمل الخيّر الذي لا ينفذ” لأنه لم يرُدّ سائلا ابدًا، وكان يسمّي الفقراء أسيادا علينا لأنهم وحدهم القادرون على مساعدتنا وهم الذين يمنحوننا ملكوت السموات. يُروى عنه أنه قبل تصييره بطريركا، جمع خُدّام البطريركية والعاملين في الخزينة وأَمرهم بإحصاء كل الفقراء في المدينة داعيا اياهم “اسيادا”، ثم وزّع عليهم كل المال الموجود في البطريركية.
كان يثق بالله ثقة كبيرة، لذلك لم يخَفْ أبدًا من أن يُفرغ الصندوق من المال لأنه كان مقتنعا ان الله سيمنحه مئة ضعف. لم يكن المقياس بالنسبة اليه أن يعطي اذا كان لديه، بل أن من يرسله الله اليك يعطيك لتعطيه لأنه قال: “كل من سألك فأَعطه” (لوقا ٦: ٣٠)، “ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه”. قال ايضا: “اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم”. هذه اختبرَها القديس يوحنا في حياته.
كانت للقديس البطريرك يوحنا مكانة في المدينة حيث بنى خانات لإيواء الذين لا مأوى لهم ومستشفيات للعناية بالمرضى. مرة جاء اليه الحاكم قائلا: الامبراطورية في ضيق وتحتاج الى مال. وانت، يبدو أنك تنفق بلا حساب ويأتيك مال كثير. هات ما عندك لتغذية صندوق الولاية. فأجابه يوحنا: لا يجوز، بحسب فهمي، أن نعطي للملك الأرضي ما هو للملك السماوي. ولكن حتى لو كان في نيّتك ان تأخذ ما ليس لك، فليكن في علمك أن يوحنا الوضيع ليس مستعدا أن يعطيك قرشا واحدا من مال الله. ومع ذلك أقول لك ان صندوق المال تحت السرير فافعل ما تراه مناسبًا.