كان ثلالاوس من عائلة مسيحية عاشت في لبنان او جبل لبنان حسبما أورد البطريرك مكاريوس ابن الزعيم في “قديسون من بلادنا”. قيل ان أباه كان أسقفًا، وقيل لا بل ضابطًا في الجيش. وقيل ايضًا ان ثلالاوس تربّى على مخافة الله ومحبة الفضيلة. تعلّم الطب وأخذ يتعاطاه دون مقابل. كان يذهب الى المعاقين ويحملهم على كتفيه الى منزله العائلي الذي ما لبث أن تحوّل مصحًا. طبّب الناس دون تمييز وأحبّهم كلهم.
في زمن الامبراطور الروماني ماركوس أوريليوس نوميريانوس (٢٨٢-٢٨٤) أخذ ثلالاوس يجوب المدن والقرى يُذيع إنجيل الملكوت ويبشّر بالرب يسوع ويشفي المرضى. كان نطاق تبشيره منطقة آسيا الصغرى (تركيا). ولما بلغ مدينة ساحلية اسمها إيجيّا، هدى عددا كبيرًا من الوثنيين. وشى به أحدهم فأوقفه العسكر وكان مختبئًا في جذع زيتونة، خارج إيجيّا، فساقوه اليها أمام ثيوذوروس الحاكم.
سأله الحاكم اذا كان مسيحيا، فأجاب بالإيجاب بكل جسارة. سلّمه الحاكم للجلد. عانى الأظافر الحديدية وألسنة اللهب فلم تؤثر فيه. بقي ثابتًا راسخًا في إيمانه يَحسبُ الموت ربحًا. انقضّ عليه الحاكم بنفسه ليخنقه فيبست ذراعاه وأُغمي عليه من شدة الألم. رغم ذلك اهتم به القديس وشفاه. كذلك ورد أن اثنين من جلاّديه، أمام مشهد القديس ثابتا صابرا وسط العذاب، نفذت نعمة الله الى قلبيهما وأَعلنا إيمانهما بالرب يسوع، فجرى قطع رأسيهما في الحال. لكن بعد أن نفذ صبرُ الحاكم أمام إيمان القديس، أمر بقطع رأسه. تعيّد له الكنيسة في العشرين من أيار.