في الساحة الحمراء في موسكو قرب الكرملين كنيسة مميزة بقببها البصلية الملوّنة، يقصدها الزوار، وهي على اسم القديس باسيليوس المُتباله الذي عاش في موسكو من ١٤٦٤ الى ١٥٥٢ عيشة النساك فقيرا مُعدما لا مسكن له، يتنقل في الشوارع والساحات، يتظاهر بالجنون او البَلَه، ومع ذلك كانت حياته شهادة للرب. يتظاهر القديس بالجنون، ويتمكن بذلك من الابتعاد عن العالم و قول الحقيقة وتقديم الخدمة. كثُر القديسون المُتبالهون او المجانين بالمسيح كما يُسَمّون ايضًا في روسيا في القرن السادس عشر.
إليكم بعضًا من قصص القديس باسيليوس: وضعه أبواه صغيرا عند إسكافيّ ليتعلم المهنة. لما كان في السادسة عشرة، ضحك على رجل أتى وطلب من الإسكافيّ صُنع عدد كبير من الأحذية له. ولما سأله معلّمه لماذا ضحك، قال: ما نفعُ الأحذية الكثيرة وهذا الرجل سيموت غدا؟ ولما تحقق ما قاله باسيليوس، ترك عمله وقطع كل علاقة مع العالم وهو لا يزال في موسكو يساعد المرضى والمظلومين والبائسين ويزور السجناء. كانت دائما لتصرفاته التي تبدو جنونية ناحية نبوية تُعلّم الناس. كذلك رآه الناس مراتٍ عديدة يرمي الحجارة على جدران منازل الأتقياء ويُقبّل جدران بيوت الأشرار. لما سُئل ما معنى هذا التصرف الغريب، قال: لا مكان للشياطين في منازل تسكنها القداسة، ولذلك أراها خارج البيت وأضربها لتهرب. وبالعكس لا يتمكن الملائكة من دخول بيوت الاشرار، فيبقون خارجا، وانا أُسلّم عليهم وأُقبّلهم.
كان يصلّي كثيرًا من أجل بلاده التي كانت تُهددها هجمات التتر. كان مطران موسكو يعرف باسيليوس ويحبه، كما كان القيصر إيفان الرهيب مُعجبا به ويُحبه. دعاه القيصر مرة الى القصر بمناسبة عيد ميلاده فصار باسيليوس يسكب النبيذ من النافذة. سأله القيصر غاضبا: لماذا تُفرغ الكؤوس هكذا؟ أجاب القديس انه يطفئ حريقًا شب في مدينة نوفغورود. بعد ذلك بقليل وصل خبر الحريق في نوفغورود، لكن الحريق لم ينتشر لأن الناس رأوا انسانا غريبا عاريا يرش المنازل.
سيرة باسيليوس مملوءة بالقصص الغريبة والعجائب. لما بلغ الثامنة والثمانين، مرض ورقد بالرب في ٢ آب ١٥٥٢. شارك حشدٌ غفير من أهالي موسكو بالجنازة بينما حمل القيصر وأبناؤه الجثمان الى الكنيسة. بُنيت كنيسة على قبره على اسم والدة الإله اولا ثم على اسم القديس باسيليوس الذي أُعلنت قداسته سنة ١٥٨٨. تُعيّد له الكنيسة في الثاني من شهر آب.