أعلن المجمع المقدس للبطريركية المسكونية قداسة الأب الشيخ بورفيريوس الرائي، وحدد له عيدًا في ٢ كانون الأول. وُلد إفانجلوس بيراكتاريس في ٧ شباط ١٩٠٦ في عائلة فقيرة في منطقة كاريسيتيا في اليونان. كان والداه مزارعين تقيّين. ترك المدرسة فس سن مبكرة وابتدأ يعمل ليساعد العائلة. رغب بشدة في ان يذهب إلى الجبل المقدس ويعيش الحياة الرهبانية. بعد عدة محاولات وصل أخيرا إلى الجبل والتحق بمنسك القديس جاورجيوس حيث كان يجاهد بشكل متواصل وطاعة كاملة لأبيه الروحي ويتعلم الإنجيل والصلوات عن ظهر قلب ويخدم كمرتل في الكنيسة. ككل الرهبان كان يعمل لتأمين معيشته. ثم سيم راهبا باسم نيكيتا.
ذهب نيكيتا ذات يوم إلى الكنيسة قبل أن يدق الناقوس وجلس تحت الدرج يصلي. فجأة فُتح الباب ودخل راهب قديس كان يعيش ناسكا في مغارة. تلفّت يمينا ويسارا وبعد تأكده من عدم وجود أحد، أمسك بمسبحته وابتدأ يصلي صانعا مطانيات قائلا: “يا ربي يسوع المسيح ارحمني… ايتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا”. ثم وقف ويداه مفتوحتان بشكل صليب ودخل في حالة من الذهول محاطًا بالنعمة مغمورًا بالنور غير المخلوق. فورا انتقلت النعمة إلى نيكيتا الشاب الذي تلقى موهبة الصلاة والنعمة. في ذلك اليوم تناول نيكيتا القدسات وأحس بفرح عظيم يغمره. ثم أخذ يجري في البرية رافعا يديه وصارخا: “المجد لك يا الله المجد لك”.
بعد ذلك تغيَّر الراهب نيكيتا وصار شديد الحماسة والفرح وأصبحت كل حواسه شديدة الدقة وصارت له القدرة على معرفة أعماق النفس البشرية. بعد فترة قصيرة تدهورت صحته واضطر إلى ترك الجبل المقدس والعودة إلى العالم. مكث في دير القديس خرالمبوس حيث رسمه رئيس أساقفة سيناء كاهنا وأعطاه اسمه. ثم جُعل أبًا روحيا وصار، سنة ١٩٤٠، كاهن كنيسة مستشفى أثينا. هناك ازدادت شهرته وتدفق عليه طالبو الاعتراف، وأصبح أبًا روحيا لعديدين.
عام ١٩٥٥ استأجر من دير السيدة في بندلي عقارا صغيرا في كاليسيا مؤلفا من كنيسة صغيرة للقديس نيقولاوس وبناء صغير وأرض. هناك أراد تأسيس دير. كان يُعرّف ويرشد كل الوقت. عام ١٩٧٠ ترك خدمته في المستشفى واستقر في كاليسيا. حوالى ١٩٨٠ أسس ديرا للراهبات على اسم التجلي. تدهورت صحته لكنه بقي مرشدا ومعينا لكثيرين إلى ان عاد إلى الجبل المقدس في حزيران ١٩٩١، وهناك رقد في ٢ كانون الاول ١٩٩١ محاطا بتلاميذه.
القديس البارّ بورفيريوس الرائي ١٩٠٦-١٩٩١