ابينا البار لونجينوس
عندنا أنه من بلاد الثغر (كيليكية) وأنه أمضى زماناً في سورية قبل أن ينتقل إلى صحاري مصر. عاش في القرن الرابع أو الخامس للميلاد. ينسب إليه عدد من الأقوال يستخلص منها أنه كانت له موهبة طرد الأرواح الشريرة وشفاء المرضى.
قيل جاءته امرأة، مرة، تشكو السرطان في صدرها ولم تكن لها به سابق معرفة. فسألته أين يقيم الأب لونجينوس يا أبت؟ فأجابها: “وماذا تريدين من هذا المخادع الغشاش؟ لا تذهبي إليه. ثم سألها ما بها فأخبرته عن حالها، فبارك موضع الداء وأطلقها قائلاً: اذهبي والرب يشفيك، لأن لونجينوس لا يمكنه أن ينفعك البتة. فمضت مصدقة ما قاله لها. وللحال شفيت.
وسأله مرة راهب يطلب مزيداً من العزلة قائلاً: “أريد أن أعيش في غربة”. فقال لونجينوس: إذا لم تحفظ لسانك فلن تكون غريباً أينما حللت. احفظ لسانك هنا فتصير غريباً”.
وسأله نفس الراهب: “أريد أن أهرب من الناس” فأجابه: “إذا لم تحقق الفضيلة وأنت بين الناس أولاً فلن تستطيع بمفردك وأنت في البرية أن تحققها”.
وقال أيضاً: “المرأة تعرف أنها قد حبلت متى توقف ينبوع دمها. هكذا النفس فأنها تحبل بالروح القدس عندما تتوقف الأهواء التي تجري من تحتها. فإذا كانت تساكن الأهواء، فكيف تقدر أن تتظاهر بعدم الهوى؟ أعط دما وخذ روحاً”.
أبينا الجليل في القدّيسين جنّاديوس
خلف البطريرك أناتوليوس عام 458م. عرف بتقواه واستقامته. قيل أنه كان لامعاً في الكلام، واسع الاطلاع، حاد الذكاء. اهتّم بضبط شؤون الكهنة بعدما كانت السيمونية (تجارة السيامات الكهنوتية) قد تفشت. عقد لذلك مجمعاً في القسطنطينية بين العامين 458 و459. له مؤلف في موضوع السيمونية هو الوحيد المحفوظ بكامله من كتاباته. هو الذي فرض الأحد كيوم عطلة. اهتم بالمحافظة على التوازن في العلاقة بين الكنيسة والسلطة المدنية. مدافع قوي عن الإيمان الأرثوذكسي. تنسب إليه بضع عجائب. له مؤلفات عديدة لا نعرف إلا شواهد منها هنا وهناك في كتابات المتأخرين. اهتم بصورة خاصة بدراسة الكتاب المقدس. كتابته تدلّ على أنه كان ينتمي إلى المدرسة الكتابية الأنطاكية. رقد في قبرص. وقد قيل أنه ضلّ الطريق وسط عاصفة ثلجية ثم اهتدى إلى بيت. قرع فلم يفتح له. وفي اليوم التالي وجدوه ميتاً عند الباب برداً.
www.orthodox-saint.com