التلميذ: من أجمل ما قرأنا في سلسلة شرح التريودي قنداق الابن الشاطر: «لمّا عصيّتُ مجدَك الأبويّ…» ربّما تختصر معنى التوبة في حياتنا؟
المرشد: نحن نعلم أنّ التوبة كانت مضمون بشارة النبي يوحنّا المعمدان: «توبوا فقد اقترب ملكوت السموات» وأيضًا كانت بدء بشارة المخلّص ومضمونها: «ومن ذلك الحين بدأ يسوع يبشّر قائلًا: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات»، وذلك حسب بشارة متّى الإنجيليّ، وفي مرقس «توبوا وآمنوا بالإنجيل». فالذي يؤهّل الإنسان لاقتبال الله وإنجيل الربّ هو التوبة، وهذا ما حصل مع الابن الشاطر. ففي عبادة كنيستنا، في نصوصها المقدّسة، في التسابيح وفي الصلوات، نجد أنّ التوبة شرط ضروريّ للحياة المسيحيّة. على سبيل الدلالة نرتّل في القانون الكبير: «أخطأنا وآثمنا وظلمنا أمامك…» وفي القدّاس الإلهيّ، يقدّم الكاهن القرابين «من أجل خطايانا وجهالات الشعب». إذًا فموقف الإنسان المسيحيّ أمام الله هو دومًا موقف توبة.
التلميذ: هل نعني بالتوبة في هذا الزمن المبارك أنّها حالة رجوع إلى الله؟
المرشد: إذا عدنا إلى خدمة القدّاس الإلهيّ، رتّبت الكنيسة المقدّسة أن نقرأ في أحد الابن الشاطر فصلًا من بشارة الإنجيليّ لوقا وعبر هذا الفصل نفهم أنّنا حتّى لو تركنا الله فهو لن يتركنا، وأنّ التوبة هي اقتراب نحو الله، لأنّه هو الحياة. ولأنّ محبّته لامتناهية فهو ينتظر عودتنا دائمًا.
التلميذ: في حديث الكاهن عن التوبة وربطه بهذا المثل الإنجيليّ، ذكر أنّ الأب هو الله نفسه، ماذا عن الابن الأصغر والأكبر؟
المرشد: كلاهما يعبّر عن حالتنا، فمن جهة عبر عدم فرحنا بالتوبة وسلوكنا الطريق المستقيم، ومن جهة أُخرى عبر الانفصال عن البيت الأبويّ وعيشنا في الخطيئة. الأساس
أن نفهم كلّ يوم أنّ ما مِن وقت يكون فيه الإنسان محبوبًا لدى الله كما عندما يعترف بتوبة.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التوبة