من كتاب «من أجل فهم أفضل للقدّاس الإلهيّ»، للأب ليف جيلله:
في القدّاس الإلهيّ يعلن الكاهن أو الشمّاس: «الحكمة! فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس» ثمّ يُقرأ مقطع إنجيل اليوم. نلاحظ أنّ المقصود ليس مجرّد سماع الإنجيل بل الإصغاء إليه، أن ننتبه إلى الكلمة الإلهيّة ونفتح لها لا آذاننا فحسب إنّما قلوبنا أيضًا.
تعني كلمة «إنجيل، البشرى السارّة». لذا فالعبارة الطقسيّة «لنسمع الإنجيل المقدّس» تعني تاليًا «لنسمع البشرى المقدّسة السارّة. ذلك بأنّ كلّ مقطع من الإنجيل يحوي بشرى سارّة، رسالة مفرحة، إعلان شيء عظيم يخصّ كلّ واحد منّا. للوهلة الأولى قد لا يبدو الإنجيل كأنّه «البشرى السارّة».
قد يقول كلّ واحد منّا في قلبه وهو يصغي إلى المقطع الإنجيليّ: «لقد سمعت هذا مرّات عدّة! ليس فيه شيء يعنيني». إلاّ أنّ كلّ جزء من الإنجيل، أيًّا كان، حتّى ولو كنّا قد سمعناه مرّات كثيرة، له دائما شيء يقوله لنا. إذا أصغينا إلى هذا الإنجيل بتواضع وخشوع فسنكتشف فيه، مع كلّ مرّة، جملة أو كلمة لم نكن لنلاحظهما إلى الآن، فتسترعيان انتباهنا كما لو أنّنا نسمعهما للمرّة الأولى. وهذه الرسالة ليست موجّهة إلى جماعة المصلّين جملة، إنّما هي موجّهة إلى كلّ مصلّ شخصيًّا. إنّها موجّهة إليّ أنا.
عند سماعي تلاوة الإنجيل يجب أن أفكّر بأنّ «هذه هي الكلمة التي احتفظ بها ربّنا لي إلى هذا اليوم. هذا ما أراد أن يقوله لي. سوف أحفظ، باهتمام بالغ هذه الكلمة في قلبي».