التلميذ: أشعر أحيانًا بتردّد عند التقدّم إلى المناولة، لأنّني أشعر أنّني غير مستحقّ جسد الربّ ودمه. ماذا تنصحني بأن أفعل؟
المرشد: كلّنا غير مستحقّين ومن الجيّد أن نشعر بخطيئتنا وأن نعيها. في بعض الأحيان، يزداد ثقل هذا الشعور الذي تتكلّم عليه بحسب حالتنا الداخليّة الناتجة من أحداثٍ جرت معنا، أو تصرّفات قمنا بها. ولكن علينا أن نرجو الله كي يُنعم علينا بالغفران، لا لأجل استحقاقنا، بل من كثرة محبّته وعظمة رحمته. ما علينا فعله هو قبول دعوة الله إلى المائدة السرّيّة أي المناولة «خذوا كُلوا… اشربوا منه كلّكم»، لكي تفعل فينا.
التلميذ: كيف أتحضّر لقبول هذه الدعوة؟
المرشد: سأذكر لك بعض الأمور التي تساعدك على التحضير للمناولة. أوّلًا، الصوم. ثانيًا، الصلاة في كتاب المطالبسي، فيه أفاشين تساعد على التخشّع والشعور بالتوبة: «…لأنّك عارفٌ بكثرة شروري وعالمٌ بجراحاتي وملاحظٌ كُلومي. لكنّك عارفٌ أيضًا إيماني وتنظر استعدادي…». ثالثًا، الاعتراف بالخطايا عند الأب الروحيّ أو كاهن الرعيّة. وأخيرًا المصالحة مع الآخر «فإن قدَّمتَ قُربانك إلى المذبح وهناك تذكرّتَ أنّ لأخيك شيئًا عليك فاترك هناك قُربانك قُدَّام المذبح واذهب أوّلًا اصطلح مع أخيك. وحينئذٍ تعال وقدِّم قُربانك» (متّى ٥: ٢٣-٢٤). ولا تنسَ أنّ علينا عيش التوبة يوميًّا. وفي كلّ مرّةٍ لا تنجح، قل «اليوم أبدأ».
التلميذ: عمليًّا من الصعب أن أعترف قبل كلّ مناولة. ماذا أفعل في هذه الحالة؟
المرشد: المواظبة على الاعتراف أمرٌ ضروريٌّ. وبما أنّ الاعتراف قبل كلّ مناولة هو أمرٌ غير عمليّ يمكنك التقدّم إلى المناولة، إلّا إذا شعرتَ بشيءٍ يُثقّل على ضميرك. حينها، تمتنع عن المناولة حتّى تعترف بخطيئتك.
Raiati Archives